9 Sep, 2024
1 نوفمبر 2023
يُشار إلى العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية بمصطلح الاتصالات الحكومية، حيث تمثّل حلقة الوصل التي تربط بين الجهات الحكومية وجمهورها الداخلي والخارجي، بما في ذلك وسائل الإعلام والشركات والمؤسسات غير الربحية بهدف تعزيز نشر المعلومات والمشاركة في الحوكمة.
يلعب خبراء العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية دوراً هاماً في الترويج للسياسات الحكومية وخلق الهالة الإيجابية حول صورة المؤسسة ومعالجة المسائل الحساسة خلال المرور بالتحديات واستثمار وسائل الإعلام الرقمية والاجتماعية للتواصل والمشاركة العامة ونشر المعلومات إلى جانب تعزيز العلاقات الإيجابية داخل أطر المؤسسة وخارجها وإرساء روح التعاون مع الجماهير المحلية والدولية.
المشهد الاستثنائي للعلاقات العامة في المؤسسات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة
يتميز مشهد العلاقات العامة الاستراتيجية في دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجهاته المتنوعة وتطوره التقني السريع وتسليطه الضوء على بناء العلاقات الدولية. ففي ظل ديناميكيات العصر المتنامية، تمثّل العلاقات العامة في الجهات الحكومية مرتكزاً جوهرياً في تقدّم مسارات الأعمال وريادتها. ورغم تباين الاستراتيجيات والأساليب المستخدمة في الاتصالات الحكومية بدرجة كبيرة وفقاً لطبيعة الأهداف والأولويات، إلا أن الجهات الحكومية في دولة الإمارات، وعلى مختلف المستويات، تولي الأولوية لجهود العلاقات العامة من خلال الترويج لأنشطة العلاقات العامة الاستراتيجية، وذلك سعياً منها لتعزيز المكانة والسمعة العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وحفاظاً على الشفافية والتواصل الفعّال مع جميع شرائح المجتمع.
ولعل أبرز المبادرات التي تمّ طرحها لتكريم التميّز في الاتصال الحكومي في دولة الإمارات هي "جائزة الشارقة للاتصال الحكومي"، التي أطلقت عام 2012 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. تعتبر هذه الجائزة بمثابة دليل حي على الأهمية التي توليها دولة الإمارات للعلاقات العامة الفعّالة في الجهات الحكومية.
في هذا الصدد، هناك أربع فوائد هامة للعلاقات العامة في الجهات الحكومية في دولة الإمارات، ألا وهي:
- تعزيز الشفافية: بناء جسور الثقة في العصر الرقمي
رُغم تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أن مبدأ الشفافية يقف بمثابة حجر الأساس في زرع الثقة بالحكومة. لذا، كانت الدولة سباقةً في التزامها بمفاهيم الانفتاح، وذلك في سبيل تعزيز الثقة والحفاظ عليها في ظل انتشار البيئات المتنوعة والمتغيرة في الدولة. وعليه، لعبت الجهات الحكومية في دولة الإمارات دوراً رائداً في إرساء قنوات التواصل الشفاف عبر اعتماد مختلف التقنيات التي تُمكن المواطنين والمقيمين من الوصول الشفاف والدقيق وضمن وقت قصير إلى كافة المعلومات. كما تحرص حكومة دولة الإمارات على إطلاع شعبها على كافة مجريات الأمور، سواءً كان الأمر يتعلق بمخصصات الميزانية أو تغيير السياسات أو تحديث المشاريع، فهذه المنهجية من شأنها تعزيز الثقة والإحساس بالمسؤولية المشتركة خلال مسيرة البناء والتنمية التي تشهدها الدولة.
- صياغة الرأي العام: الفن والعلم وراء ذلك
يشكل صياغة الرأي العام تحدياً حقيقياً، خاصة في بيئة متعددة الثقافات مثل دولة الإمارات العربية المتحدة. لذا، يلجأ خبراء العلاقات العامة في الجهات الحكومية لاستخدام مجموعة من الأدوات والبرامج والتقنيات لقياس مستوى مشاعر العامة وكيفية التأثير عليها. ففي خضم عصرنا الذي تتمتع فيه وسائل التواصل الاجتماعي بنفوذ قوي ومتشعب، أصبح من المهم رصد وقياس مشاعر العامة خلال وقت قصير، حيث تساهم أدوات وبرامج تحليل البيانات والمشاعر خبراء العلاقات العامة على استباق التوجهات والتطورات الحديثة، ما يتيح لهم الاستجابة السريعة لكافة المسائل والتحديات.
كما إن الإلمام باختلافات الرأي العام ضمن هذا المجتمع المتنوع هو أمر جوهري. لذا، يعتبر النهج الذي تتبناه حكومة دولة الإمارات في مواجهة هذا التحدي بمثابة نموذج رائد يُحتذى به، حيث يعمل خبراء العلاقات العامة كسفراء ثقافيين يتعاملون مع تعقيدات الرأي العام بأرقى الاستراتيجيات والأساليب مع مراعاتهم للتنوع الثقافي واحترامه.
- تعزيز الصورة الإيجابية: ما بعد إدارة الأزمات
انطلاقاً من أهمية إدارة الأزمات بأسلوب فعّال، كان تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على خلق صورة عامة إيجابية والحفاظ عليها بشكل استباقي، حيث تدرك الحكومة بأن الصورة الإيجابية تؤتي ثمارها في زرع الثقة وتعزيز السمعة العالمية.
وبفضل حملات ومبادرات العلاقات العامة المدروسة، نجحت دولة الإمارات في إبراز نفسها كدولة متطلعة للمستقبل وتهتم في مفاهيم الابتكار، الاستدامة، والشمولية، فضلاً عن اتباعها أرقى الأساليب في التعامل مع المواطنين والمقيمين والمجتمع الدولي من خلال تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتبادل الثقافي، بما ساهم في ترسيخ مكانتها عالمياً في الكثير المجالات.
- إدارة الأزمات: حجر الأساس بالنسبة للعلاقات العامة في الجهات الحكومية
تعتبر إدارة الأزمات في ظل العصر الرقمي الذي يشهده عالمنا اليوم بمثابة حجر الأساس بالنسبة للعلاقات العامة في الجهات الحكومية. فقد أظهرت جائحة "كوفيد-19" أهمية العلاقات العامة في التعامل مع شتى المسائل المعقدة والمتسارعة. ولم تكن استجابة دولة الإمارات العربية المتحدة للوباء فعّالة فحسب، بل اتسمت أيضاً بالشفافية والوضوح. فبفضل البيانات الصحفية التي كانت تصدر في وقت زمن وجيز والبيانات الحكومية العامة، فضلاً عن اتخاذ القرارات المدروسة والمستندة على البيانات، أظهرت حكومة دولة الإمارات أهمية الدور الذي يلعبه الاتصال الفعّال في إدارة الأزمات وبناء الثقة مع شرائح المجتمع وتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع خلال الأوقات الصعبة.
مستقبل العلاقات العامة في الجهات الحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة
تلتزم دولة الإمارات العربية المتحدة بتميّزها في إدارة العلاقات العامة والمبادرات الحكومية، ما يشير وبشكل واضح لمدى تفانيها في إرساء قنوات التواصل الفعّال وتعزيز دوره في صياغة مستقبلها الواعد. وبالنظر إلى التوجهات والتطورات المستقبلية التي تتبناها دولة الإمارات، نجد بأن مشهد العلاقات العامة في الجهات الحكومية أصبح مهيأً للتطور في المجالات التالية:
- التحول الرقمي
- الشفافية
- الاتصال وقت الأزمات
- المجتمع والمشاركة الدولية
- الاستدامة والابتكار
- التعاون ما بين الحكومة والصناعة
- مشاركة الشباب
- الترويج السياحي
- اتخاذ القرارات القائمة على البيانات DDDM
التعليم والفرص المهنية في مجال العلاقات العامة
درجة الماجستير في العلاقات العامة الاستراتيجية مصمّمة لإعداد الطلبة لشغل مناصب متنوعة في مجال العلاقات العامة في الجهات الحكومية، وذلك من خلال اكسابهم المعارف المتعمقة والمهارات المتخصصة والخبرات العملية. يتيح برنامج ماجستير الآداب في الاتصال بجامعة زايد للطلبة خيار دراسة العلاقات العامة الاستراتيجية، حيث يركز على إكسابهم مجموعة واسعة ومتنوعة من المهارات، بما في ذلك مهارات الاتصال، التفكير النقدي، القدرة البحثية، التخطيط الاستراتيجي، إدارة الأزمات، اتخاذ القرارات، القدرة على التكيف، القيادة والعمل الجماعي، الإلمام الرقمي، ومعالجة التحديات. كما تكسبهم هذه المهارات القدرة على الإدارة الفعّالة للتصور العام، وتعزيز الشفافية، وإيصال السياسات والمبادرات الحكومية إلى شرائح مجتمعية متنوعة.
ومن أبرز الأدوار المهنية في مجال العلاقات العامة التي تدعم تحقيق أهداف وغايات الجهات الحكومية: أخصائي الاتصال الحكومي، المتحدث الرسمي باسم الحكومة، مسؤول العلاقات العامة، مدير إدارة أزمات التواصل، أخصائي سياسات الاتصال، مسؤول العلاقات الثقافية، أخصائي العلاقات العامة الرقمية في الجهات الحكومية، مدير العلامة التجارية في الجهات الحكومية.
في هذا المنحنى، يتعين على خبراء العلاقات العامة الطموحين والراغبين في تحقيق التأثير الفاعل والإيجابي على الجمهور العام الانضمام إلى برنامج ماجستير الآداب في الاتصال في جامعة زايد للانطلاق نحو مسيرة مهنية حافلة في مجال الاتصال الحكومي.
للاستفسار حول ماجستير الآداب في الاتصال في جامعة زايد2023، يرجى التواصل مع كلية علوم الاتصال والإعلام عبر:
رقم الهاتف:
+971-2-599-3605
البريد الإلكتروني:
