معالجة التعقيدات الدبلوماسية على الصعيد العالمي
25 Sep, 2025رؤى حول برنامج ماجستير الدبلوماسية والشؤون الدولية من جامعة زايد
٨ ديسمبر، ٢٠٢٣
أضحت الدبلوماسية والشؤون الدولية تلعبان دوراً متنامي الأهمية في وقتنا الراهن، أكثر من أي وقتٍ مضى، وذلك تحت مظلة عصرٍ ترسم فيه الروابط العالمية والعلاقات الدبلوماسية مسار الأمم. وبصفتها لاعباً محورياً على ساحة الدبلوماسية العالمية، تبرز حاجة دولة الإمارات العربية المتحدة لوجود جيلٍ جديد من المهنيين المتمرسين لمعالجة تعقيدات هذا المشهد. وبشكلٍ عام، تحتل الدبلوماسية والمشاركة الدولية حيّزاً جوهرياً في استراتيجية دولة الإمارات للنمو الاقتصادي، الأمن، النفوذ العالمي، والتبادل الثقافي. وهنا، يفرض برنامج ماجستير الدبلوماسية والشؤون الدولية من جامعة زايد، الذي تحتضنه كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، حضوره بقوة باعتباره منارةً للتميز الأكاديمي، والتدريب العملي في هذا المجال. فقد صُمّم البرنامج بشكل خاص لتسليح الطلاب بالمعرفة العميقة بأدقّ تفاصيل العلاقات الدولية والممارسات الدبلوماسية، وإعدادهم بهدف صياغة السياسات العالمية، والتأثير عليها.
أما أهمية هذا البرنامج فإنها تتجاوز بكثير حدود المعرفة الأكاديمية، ليشكل استجابةً استراتيجيةً للمتطلبات الدبلوماسية العالمية، لا سيما المرتبطة بدولة الإمارات. ويشمل المنهاج الدراسي للبرنامج، الذي يجمع ما بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، دراسات الحالة والسيناريوهات الواقعية، ما يُهيئ الطلاب لمواجهة مختلف التحديات التي ستعترض مسارهم المهني في المستقبل.
وعليه، سنتطرق من خلال هذه المدونة إلى هيكلية، محتوى، والفرص الفريدة التي يوفرها البرنامج، ومن شأنها إغناء تجربة الطلاب الطامحين إلى تسلّم دفة القيادة في مجال الدبلوماسية والشؤون الدولية.
ماجستير في الدبلوماسية والشؤون الدولية - جامعة زايد
شاركتنا د. أورنانُنج حسنى بن بورنان، أستاذ ممارس، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة زايد، أكاديمية مرموقة ودبلوماسية سابقة، خلال مقابلة جمعتنا بها مؤخراً رؤيتها حول برنامج الماجستير، ومدى توافقه مع التوجهات الحالية والمستقبلية للدبلوماسية والشؤون الدولية. وإليكم فيما يلي أبرز الأفكار والنقاط التي وردت في المقابلة:
- الفهم الشامل للسياسات والقوانين العالمية: يُركز البرنامج على الفهم العميق للديناميكيات السياسية العالمية ومبادئ القانون الدولي، ما يُهيئ الطلاب التعامل بفعالية مع دائرة العلاقات الدولية المُعقدة.
- دمج النظرية بالممارسة الدبلوماسية: تمّ تصميم المنهاج الدراسي بهدف دمج المعرفة النظرية بالمهارات الدبلوماسية العملية، لتهيئة الطلاب تطبيق كل ما تعلموه ضمن سياقات واقعية.
- التعرّف على مختلف القنوات الدبلوماسية: يُركز المقرر على فهم واستثمار قنوات العلاقات الدولية المتنوعة، بما فيها دبلوماسية العصر الجديد والدبلوماسية الرقمية، متجاوزاً بذلك الأساليب والطرق التقليدية.
- التعلّم النشط والتجريبي: تُسلط د. بن بورنان الضوء على مدى التزام البرنامج بممارسات التعلّم النشط، الذي يُشارك الطلاب من خلاله بمشاريع محاكاة عملية، مما يُعزز معرفتهم بالاستراتيجيات الدبلوماسية وآلية صنع السياسات الدولية بدرجة أعمق.
- الاعتبارات الأخلاقية والتطبيقات العملية: يقوم البرنامج بتهيئة الطلاب لمعالجة المعضلات الأخلاقية في الدبلوماسية، وذلك عبر التمارين العملية، دراسات الحالة، ومحاضرات الضيوف، سعياً منه لتقديم رؤى ثاقبة ومستنيرة حول الممارسات المحلية والعالمية.
- التفاعل مع الجهات الدولية: يلعب التواصل مع الجهات الدولية دوراً حيوياً في برنامج الماجستير، فهو يتيح للطلاب فرص التفاعل مع المنظمات الدولية والسفارات، إلى جانب اكتساب الخبرة العملية المباشرة، وتوليد رؤى ثاقبة حول آليات عمل الدبلوماسية العالمية.
- تنمية الوعي العالمي والحساسية الثقافية: يتوافق البرنامج مع المعايير الدبلوماسية الدولية، مع تركيزه على تنمية مهنيين يتمتعون بالوعي الثقافية والفهم العالمي.
تنامي الطلب على الكفاءات الدبلوماسية والشؤون الدولية في دولة الإمارات
تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها على الساحة العالمية، الأمر الذي من شأنه تعزيز موجة الطلب على المهنيين المتمرسين من ذوي الخبرة الواسعة في العديد من المجالات، ومنها:
- إدارة العلاقات الدولية المعقدة، وبناء شراكات مثمرة
- تسهيل مد جسور التعاون والاتفاقات العابرة للحدود لمجموعة متنوعة من القطاعات الاقتصادية
- إدارة العلاقات الدبلوماسية، البروتوكولات، والمشاركات الدولية خلال المؤتمرات والفعاليات الدولية الكبرى
- التعامل مع الديناميكيات الإقليمية القادرة على تعزيز الاستقرار والمشاركة في مبادرات بناء السلام
- إدارة وقيادة الشراكات الحكومية العالمية من أجل تحسين مستوى التبادل الثقافي، الابتكار والاستدامة
ومن المتوقع ارتفاع معدل الطلب في مختلف القطاعات، بما فيها الهيئات الحكومية، الشركات، المنظمات غير الربحية، والأوساط الأكاديمية.
تنمية المهارات الأساسية
تقلّد شهادة الماجستير بحد ذاتها ليس ضماناً لخوض مسار مهني ناجح، فهي مجرد نقطة انطلاق. ومن الأهمية بمكان ملاحظة أن معظم الشركات تشترط امتلاك وإثبات مستوى عالٍ من المهارات الشخصية، إلى جانب المؤهل الأكاديمي. كما أن المهارات الشخصية تعكس السمات والصفات الشخصية، فضلاً عن القدرات الشخصية التي تُمكّن الأفراد من التفاعل بفعالية مع الآخرين، وضمن مختلف البيئات. من ناحيةٍ أخرى، تحتضن المهارات القابلة للنقل طيفاً واسعاً من القدرات والصفات التي بالإمكان تطبيقها وتكييفها على امتداد مختلف المناصب والقطاعات، بدءاً من الشؤون الدولية والوظائف الحكومية، وصولاً إلى الأعمال، القانون، والمنظمات غير الربحية. وإليكم فيما يلي بعض أبرز المهارات الشخصية والقابلة للنقل التي بإمكانكم اكتسابها بفضل برنامج ماجستير الدبلوماسية والشؤون الدولية من جامعة زايد:
- القيادة والتعاون: يعتمد تحقيق النجاح على إجادة الفرد العمل مع الآخرين لجني النتائج. وسيمكن الخريجون من التفوق في تعزيز مستوى التوافق، إدارة المجموعات ضمن مختلف البيئات، والقيادة في المواقف الصعبة، وهي مهارات قابلة للتطبيق في الشركات، الحكومات، أو المؤسسات غير الربحية.
- اتخاذ القرارات الأخلاقية: يتعلّم الطلاب من خلال البرنامج كيفية وضع وتنفيذ الاستراتيجيات التي تتماشى والأهداف الوطنية والدولية، مع مراعاة الآثار الأخلاقية في اتخاذ القرارات الدبلوماسية، فالبوصلة الأخلاقية المتينة من شأنها توجيه الطلاب لشغل شتى المناصب التي تستند على النزاهة والحكم الأخلاقي.
- مهارات التواصل: تُركز برامج الدبلوماسية على التواصل الفعال، بما فيها الكتابة الدبلوماسية، تقنيات التفاوض، الخطابة العامة، والتواصل بين مختلف الثقافات. وتتميز هذه المهارات بكونها قابلة للتطبيق في شتى المهن التي تتطلب تواصلاً واضحاً ومقنعاً.
- إدارة الأزمات والقدرة على التكيف: يُؤهل البرنامج الطلاب معالجة التحديات والأزمات الدبلوماسية، والتكيّف مع المشهد دائم التغير للعلاقات الدولية، وهذه المهارات قابلة للتطبيق في المؤسسات التجارية، الحكومية، وغير الربحية.
- الحساسية الثقافية والقدرة على التكيّف: سيتعرف الطلاب على مختلف الثقافات وكيفية التواصل معهم وفقاً لمبادئهم. ويُترجم هذا الوعي الثقافي بالقدرة على التكيف والتعامل باحترام في بيئات العمل المتنوعة.
- التفاوض وحل النزاعات: تمكين الطلاب من حل النزاعات بفعالية، التفاوض على إبرام الاتفاقيات، وإيجاد الحلول الوسط لتحقيق نتائج مفيدة للطرفين، وهي أمور حيوية في مجال الأعمال، القانون، وغيرها من المهن.
طريق المستقبل نحو الدبلوماسية والشؤون الدولية
يُزود برنامج ماجستير الدبلوماسية والشؤون الدولية من جامعة زايد الطلاب بالمعرفة والخبرة في مجال الشؤون الدولية، الجغرافيا السياسية، الحوكمة العالمية، القانون الدولي، والسياسة الخارجية. علاوةً على ذلك، يعمل البرنامج على تنمية المهارات دبلوماسية والتفاوضية القوية عند الطلاب، وهو أمر ضروري لتمثيل الدول، المنظمات، والشركات على الساحة الدولية. إضافةً لما سبق، يُسلّح برنامج الماجستير الطلاب بمجموعة من المهارات الشخصية والقابلة للنقل، المطلوبة بشدة من قبل أصحاب العمل. لذا، فإن العمل على تطوير وصقل مثل هذه المهارات من شأنها تعزيز فرص التوظيف والنجاح المهني بدرجة كبيرة، وذلك في الكثير من المجالات، ومنها السلك الدبلوماسي، الشؤون الدولية، الحوكمة العالمية، المساعدات الإنسانية، الأعمال التجارية الدولية، المنظمات غير الحكومية، مراكز الفكر، والأوساط الأكاديمية.
وعليه، إن كنت تسعى لنيل شهادة ماجستير ذات مؤهلات عالمية المستوى، فالخيار الأمثل بالنسبة لك هو جامعة زايد، فالتزامها الراسخ بالتميّز الأكاديمي يضمن لك فرصة استكشاف إمكاناتك، تمهيد الطريق أمام بدء مسيرة مهنية ناجحة، والمساهمة بشكل إيجابي ومفيد في المجتمع. للمزيد من المعلومات حول برنامج الماجستير في الدبلوماسية والشؤون الدولية، يُرجى التواصل مع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية على
رقم الهاتف:
(+971)2-599-3605
:البريد الإلكتروني