تتنامى أهمية علم النفس في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتزامن مع تزايد الطلب على خدمات الصحة النفسية، ودعم المسار الاستشاري ليتماشى مع الدافع الوطني لتعزيز معالجة حالات الصحة النفسية.
كما شهدت السنوات القليلة الماضية زيادة بنسبة 25 بالمائة في عدد الطلاب المنتسبين لمقررات ومناهج علم النفس في دولة الإمارات، ما يجعل علم النفس من أكثر التخصصات شعبية بين الطلاب في البلاد. ومن الجدير بالذكر أنه رُغم شهرة واعتمادية علم النفس السريري على نطاق واسع في المنطقة، إلا أن شهرة علم النفس الإرشادي على مستوى العلاج الشخصي للعملاء مازالت أقل نسبياً. فمن جهته يركز علم النفس السريري على تقييم، تشخيص، وعلاج الأمراض النفسية، في حين يولي علم النفس الإرشادي الأولوية لمساعدة الأفراد على المضي قدماً والتنقل بين الضغوطات والتحديات اليومية، بما فيها مشاكل العلاقات، المخاوف المهنية، واتخاذ القرارات.
وعلى الرغم من الأهداف المشتركة التي تجمع ما بين علم النفس السريري وعلم النفس الإرشادي، إلا أن الأساليب، قاعدة العملاء، والتقنيات التي ينتهجها كل منها تختلف اختلافاً كبيراً. وبشكل خاص، يميل علم النفس الإرشادي نحو تعزيز العلاقة الداعمة والتشاركية مع العميل، مع الاستعانة بالتدخلات العلاجية القائمة على الأدلة من أجل تعزيز الصحة العامة والوعي الذاتي للعميل. ويُعد ارتفاع مستوى الوعي والاعتراف بعلم النفس الإرشادي مؤشراً ضرورياً وهاماً في دولة الإمارات لمعالجة المستويات المتنامية من المخاوف المرتبطة بالصحة النفسية، لتحسين إمكانية الوصول وجودة خدمات الصحة النفسية.
هذا، ويواجه عالمنا المعاصر تحديات غير مسبوقة، فقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية، وخاصة بين شرائح النساء، المراهقين، والشباب. ونظراً لتنامي الحاجة إلى دعم قطاع الصحة النفسية، بات دور علماء النفس في تقديم الدعم والتوجيه للأفراد، الذين يواجهون مجموعة متنوعة من القضايا والمشاكل، يكتسب المزيد من الزخم والاهتمام. فقد كشفت نتائج الدراسات مؤخراً عن نمو كبير في استخدام تطبيقات العلاج عبر الإنترنت بعد الوباء، ما يعكس ارتفاع معدل وعي الناس بضرورة تلبية احتياجاتهم المرتبطة بالصحة النفسية رقمياً.
وفي ظل وجود حوالي 4.5 مليون شخص يعانون من مشاكل واضطرابات في الصحة النفسية، تتنامى موجة الطلب على الراغبين بمتابعة مساراتهم المهنية في مجال علم النفس الإرشادي، للمساهمة في تعزيز الصحة العامة والقطاع الاجتماعي. لذا، يتم تشجيع الطلاب في دولة الإمارات، الطامحين للمساهمة بشكل فعّال في القطاع الصحي والاجتماعي، على متابعة دراستهم في مجال علم النفس الإرشادي إرضاءً لطموحاتهم البناءة والهادفة والمتفانية. ومع استمرار الحاجة لدعم قطاع الصحة النفسية، يلعب علماء النفس الإرشاديين المؤهلين دوراً جوهرياً في ضمان حصول الأفراد على المساعدة التي يحتاجون إليها.
في هذا السياق، تمّ طرح مجموعة من الأسئلة على د. لانس دبليو كاهن، الأستاذ المساعد في كلية العلوم الطبيعية والصحية في حرم جامعة زايد بأبوظبي، وذلك خلال مقابلة أجريت معه مؤخراً، تستفسر عن المهارات المطلوبة لممارسة مهنة ناجحة في علم النفس الإرشادي. واستناداً على خبرته الواسعة في هذا المجال، قدم د. كاهن رؤى قيمة حول مدى أهمية الخبرة العملية، البحث عن الإرشاد والتوجيه، تطوير مهارات التواصل القوية، والمهارات الشخصية. علاوةً على ذلك، أكد د. كاهن على الحاجة إلى ضرورية تعزيز الوعي بدرجة أكبر حول مدى أهمية علم النفس الإرشادي في دولة الإمارات، ودور الحساسية الثقافية والتوعية بالتنوع في مقررات برنامج ماجستير العلوم في علم النفس الإرشادي.
النقاط الرئيسية
- نطاق يجب أن يمتلك خبراء علم النفس الإرشاديين مجموعة من المهارات والصفات الهامة.
- تحديات واضطرابات الصحة النفسية الشائعة التي تواجه البالغين، وكيفية معالجتها من خلال التقنيات والمناهج الإرشادية.
- الاختلافات الرئيسية وأوجه التشابه بين مقاربات الاستشارة المختلفة للبالغين من منظور نظري ومفاهيمي.
- الحساسية الثقافية وتنوع الوعي من أجل تلبية احتياجات السكان والمجتمعات المختلفة في الشرق الأوسط.
- الكفاءات والمهارات الأساسية التي اكتسبها طلاب الدراسات العليا بانضمامهم لبرنامج ماجستير العلوم في علم النفس الإرشادي من جامعة زايد.
التوجه الإرشادي لعلم النفس في دولة الإمارات
تتراوح الرواتب الحالية لخبراء علم النفس في دولة الإمارات ما بين 24,900 إلى 73,300 درهم شهرياً، وتختلف فئات الرواتب لخبراء علم النفس الإرشادي اعتماداً لعدة عوامل، مثل الخبرة، المؤهلات العلمية، الموقع، والصناعة.
وقد لوحظ أن علماء النفس الإرشاديين، العاملين في قطاع الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية، يميلون لكسب رواتب أعلى، في حين يميل العاملون منهم في القطاع الحكومي لكسب أجور أعلى من المتوسط.
كما تعتبر التجربة من العوامل الهامة في تحديد مقياس رواتب خبراء علم النفس. فعادة ما يكسب علماء النفس الإرشاديين المبتدئين أجوراً أقل، في حين يميل من لديهم سنوات من الخبرة إلى كسب أجور أعلى بكثير بسبب سمعتهم وقاعدة مرضاهم الواسعة.
في حين تلعب المؤهلات العلمية دوراً هاماً عند تقييم مقياس الرواتب بالنسبة لخبراء علم النفس الإرشاديين. حيث من المحتمل أن يحصل الحاصلين على شهادة الماجستير في علم النفس على رواتب أعلى، مقارنةً بزملائهم الحاصلين على شهادة البكالوريوس في علم النفس.
أما الموقع فمن شأنه التأثير على مقياس رواتب خبراء علم النفس الإرشاديين بقوة. فالعاملين منهم في المدن (التي تشهد ارتفاع في تكاليف المعيشة) يكسبون رواتب أعلى مقارنةً مع العاملين في المناطق الريفية. فعلى سبيل المثال، قد يكسب خبراء النفس الإٍرشاديين العاملين في دولة الإمارات أجوراً مختلفة وفقاً لتواجدهم في إحدى الإمارات أو المدن المعينة، التي يتم توظيفهم بها، ونتيجة الاختلافات في تكاليف المعيشة، وتنوع معدل الطلب على الخدمات الإرشادية بين منطقة وأخرى.
كيف بإمكان جامعة زايد مساعدة الطلاب على بناء مسار مهني ناجح في مجال علم النفس الإرشادي؟
تُعتبر شهادة ماجستير العلوم في علم النفس الإرشادي من جامعة زايد من تخصصات الدراسات العليا المرموقة والمحترمة للغاية، فهي تعزز المعارف، المهارات، والخبرات الضرورية لتطبيق النظريات، النماذج، والتدخلات النفسية لمساعدة السكان البالغين التغلب على مخاوفهم النفسية.
وبفضل المنهاج الصارم، التقييم النفسي، صياغة الحالات، البحث، والتدخل القائم على الأدلة، سيتأهل خريجو هذا البرنامج للمساهمة بفعالية في القطاع الصحي والاجتماعي في دولة الإمارات، وخارجها. بالإضافة إلى ذلك، سيُكمل الطلاب الملتحقين بهذا البرنامج اثنين من مقررات التدريب الداخلي، ليحظوا بذلك على الخبرة العملية القيمة في مجال علم النفس الإرشادي. ويتوّج إتمام هذا البرنامج بتقديم أطروحة ماجستير تتيح للطلاب فرصة إظهار أبحاثهم ومهاراتهم التحليلية. وبعد التخرج، سيمتلك الطلاب، المؤهلين للحصول على الترخيص، المعرفة والمهارات الضرورية لمتابعة مسارهم المهني في مجال علم النفس الإرشادي.
باب القبول مفتوح الآن للالتحاق ببرنامج ماجستير العلوم في علم النفس الإرشادي من جامعة زايد مفتوحًا لدفعة خريف 2025. إلا أننا نوصي بضرورة تقديم طلبات القبول مبكراً نظراً لأن لمحدودية وتنافسية المقاعد. للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع كلية العلوم الطبيعية والصحية على الرقم:
رقم الهاتف: 3605-599-2-971+
البريد الإلكتروني: dgs.recruitment@zu.ac.ae