الطلب الكبير على الخبراء المهرة في مجال الأمن السيبراني
10 Dec, 202420 أغسطس 2024
يعد الأمن السيبراني من أهم مجالات الدراسة في دولة الإمارات العربية المتحدة، نتيجة موجة التحول الرقمي السريع الذي تشهده البلاد، وذلك في ظل سياستها الاستراتيجية الطامحة لأن تصبح مركزاً عالمياً للتكنولوجيا، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة التهديدات السيبرانية المتنامية التي تستهدف البنى التحتية الحيوية والشركات. وفي ظل توجه سياسة الاستثمار في دولة الإمارات نحو المدن الذكية، التكنولوجيا المالية، والتقنيات التي الموجهة بالذكاء الاصطناعي، أضحت الحاجة إلى حماية البيانات الحساسة، وضمان أمن المنصات الرقمية، أمراً ضرورياً بالغ الأهمية. لذا، دعونا نستكشف معاً اليوم مدى تأثير الطلب المتنامي على الخبراء المهرة في مجال الأمن السيبراني على تعزيز انتشار هذا المجال، ليصبح توجهاً أكاديمياً يلعب دوراً بالغ الأهمية في دعم الأهداف التكنولوجية والاقتصادية الطموحة في البلاد.
النمو المهني الهائل
يشهد العالم نقصاً كبيراً في أعداد الخبراء المؤهلين في مجال الأمن السيبراني، ما يؤدي إلى زيادة الطلب عليه، حيث تتنافس المؤسسات على استقطاب واستبقاء أفضل المواهب في هذا المجال. ويشير موقع سايبرسيك Cyberseek إلى أن "النقص الخطير في أعداد العاملين بمجال الأمن السيبراني في الولايات المتحدة يُعرض خصوصيتها الرقمية وبنيتها التحتية للخطر. فخلال الفترة ما بين مايو 2023 إلى أبريل 2024، سجلت البلاد توفر 85 خبيراً فقط في مجال الأمن السيبراني لكل 100 وظيفة مطلوبة في مجال الأمن السيبراني من قبل أصحاب العمل، ما أدى لشواغر 469.930 وظيفة هذا العام تتطلب التحلي بمهارات ترتبط بالأمن السيبراني، حيث بات أصحاب العمل يكافحون لتوظيف خبراء يمتلكون هذه المهارات. وبالمتوسط، يستغرق زمن تأمين وظائف الأمن السيبراني وقتاً أطول بنسبة 21% مقارنةً بوظائف تقنية المعلومات الأخرى".
ودولة الإمارات ليست استثناءً لهذه الاحصائيات، فاستناداً لـ "دليل الرواتب ورؤى التوظيف في دولة الإمارات 2024" الصادر عن مؤسسة مايكل بيج للتوظيف، "يتجاوز الطلب على المواهب المتخصصة في مجال تقنية المعلومات العرض، وسيستمر هذا الأمر في تعزيز صعوبة عثور وتوظيف الشركات للمرشحين المؤهلين في المنطقة. وخلال السنوات الأخيرة، ارتفع معدل الرواتب المرتبطة بالتكنولوجيا في دولة الإمارات بوتيرة متسارعة. ويعزى ذلك بشكل جزئي إلى ازدهار اقتصاد المنطقة، وسمعتها المتنامية كمركز للتكنولوجيا والابتكار". ويشير دليل مايكل بيج إلى الرواتب الشهرية، التالي ذكرها، بآلاف الدراهم الإماراتية لقاء شغل المناصب التنفيذية/القيادية، بما يتضمن رواتب الوظائف الأساسية إلى جانب بدل السكن والنقل:
مدير المعلومات CIO: 70 – 130
مدير التكنولوجيا CTO: 60 – 140
مدير أمن المعلوماتCISO: 60 - 120
مدير تقنية المعلومات: 50 - 90
رئيس قسم تقنية المعلومات: 40 - 70
مسؤول تقنية المعلومات: 20 - 40
وإليكم فيما يلي الأسباب الرئيسية الثلاث التي تقف وراء ارتفاع معدل الطلب على خبراء الأمن السيبراني في دولة الإمارات:
- إاتساع رقعة مشهد التهديدات السيبرانية
لعل من أهم الأسباب الرئيسية، التي تقف وراء تنامي الطلب على الخبراء في هذا المجال في دولة الإمارات، يكمن في اتساع رقعة مشهد التهديدات، فقد أصبحت المرفقات السيبرانية أكثر تواتراً وتطوراً، لتستهدف مؤسسات القطاعين الخاص والعام على حد سواء. وبالتزامن مع توجه مجرمو الإنترنت إلى تطوير طرق جديدة لاختراق أنظمة الأمن، تنامت الحاجة للخبراء القادرين على توقع، صدّ، والاستجابة لمثل هذه التهديدات. لذا، يلعب الخريجون الذين يتمتعون بمهارات متقدمة في مجال الأمن السيبراني دوراً بالغ الأهمية في حماية البيانات الحساسة والبنى الأساسية الحيوية، ما يعزز الطلب عليهم في سوق العمل.
- إمشاريع التحول الرقمي السريع
تُعتبر مشاريع التحول الرقمي السريع في دولة الإمارات عاملاً رئيسياً آخر في دفع موجة الطلب. وفي ظل تبني حكومة البلاد للتقنيات المتطورة في مختلف الصناعات، أضحت الحاجة لتأمين مثل هذه البيئات الرقمية أمراً بالغ الأهمية، ليلعب خبراء الأمن السيبراني دوراً حيوياً في دعم تحقيق طموحات دولة الإمارات الرقمية على أرض الواقع، سواءً كان الأمر يتعلق بحماية الأنظمة القائمة على السحابة، حماية أجهزة إنترنت الأشياء، أو ضمان سلامة المعاملات الرقمية. وعليه، يزود برنامج ماجستير العلوم في تقنية المعلومات (الأمن السيبراني) من جامعة زايد الخريجين بالخبرة الضرورية لمواجهة هذه التحديات المعقدة، وتمكينهم كأصول قيمة لأي مؤسسة.
- إالدور الهام الذي تلعبه "الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني": الامتثال التنظيمي
بدورها، تساهم المبادرات واللوائح الحكومية في دفع موجة الطلب على خبراء الأمن السيبراني في دولة الإمارات، حيث قامت الدولة بتطبيق قوانين صارمة لحماية البيانات، وأطلقت العديد من الاستراتيجيات الوطنية في مجال الأمن السيبراني في سبيل تعزيز أمنها الرقمي الشامل. لذا، يتوجب على المؤسسات الامتثال لهذه اللوائح، ما يخلق طلباً كبيراً على الخبراء المهنيين في مجال تنفيذ ممارسات الأمن السيبراني، والقادرين على المساهمة في ضمان الامتثال. كما توفر تخصصات الدراسات العليا في مجال الأمن السيبراني للخريجين المعرفة والمهارات اللازمة للتنقل بين هذه المتطلبات التنظيمية، ما يجعلها تخصصات ضرورية لمساعدة المؤسسات على تلبية التزاماتها القانونية والأمنية.
المسارات المهنية والتخصصات المتنوعة
تنوع نطاق مهارات الأمن السيبراني يتيح للمهنيين تطبيق خبرتهم في العديد من الصناعات، بما فيها التمويل، الرعاية الصحية، تجارة التجزئة، الطاقة، والهيئات الحكومية، ما يجعلها مساراً مهنياً قيماً وقابلاً للتكيف. ويُعد هؤلاء المهنيون مطلباً ضرورياً لحماية البنى التحتية الحيوية، ضمان خصوصية البيانات، وتأمين الحماية ضد التهديدات السيبرانية. وفي ظل صعود موجة التحول الرقمي، يتنامى الطلب على خبراء الأمن السيبراني من أجل حماية البيئات السحابية، أنظمة إنترنت الأشياء، والشبكات المعقدة في الكثير من القطاعات، التي تتراوح ما بين الاتصالات حتى التعليم والتصنيع.
لذا، هناك العديد من الفرص المهنية الواعدة التي تنتظر خبراء الأمن السيبراني في بداية حياتهم المهنية، والتطور فيها. وبإمكانك الاطلاع على المسار الوظيفي التفاعلي الذي نشره موقع سايبرسيك Cyberseek، الذي "يوضح الوظائف الرئيسية في مجال الأمن السيبراني، فرص الانتقال المشتركة فيما بينها، والمعلومات المفصلة حول الرواتب والمؤهلات وجملة المهارات المرتبطة بكل منصب منها، مع ملاحظة أن هذه الوظائف بإمكانها التوسع لتغطي مستويات مهنية متعددة".
المسارات المهنية والتخصصات المتنوعة
بإمكان الخريجين الحاصلين على شهادة ماجستير العلوم في تقنية المعلومات (الأمن السيبراني) تعزيز آفاقهم وتطلعاتهم المهنية بشكل كبير عبر تعزيز دراستهم بشهادات تخصصية معترف بها على مستوى الصناعة. وتعتبر الشهادات مثل أخصائي أمن نظم المعلومات معتمد CISSP، قرصان أخلاقي معتمد CEH، ومدير أمن معلومات معتمد CISM، ذات قيمة عالية في كافة القطاعات والصناعات. وتبرهن هذه الشهادات على قوة المهارات والخبرات المتخصصة، ما يجعل الخريجين أكثر قدرة على المنافسة في سوق العمل. ونظراً لكون هذه الشهادات معتمدة في كافة أنحاء العالم، بإمكان الخريجين متابعة اغتنام الفرص المتاحة أمامهم على مستوى دولة الإمارات والأسواق الدولية.
المسارات المهنية والتخصصات المتنوعة
يُمهد الطلب القوي والمتزايد على الخبرات والمهارات في مجال الأمن السيبراني الطريق أمام الفرص الواعدة والنمو المهني على المدى الطويل للخبراء في هذا المجال داخل دولة الإمارات، وذلك للأسباب التالية:
- تنامي الاستثمار في الأمن السيبراني: تشير التوقعات إلى استمرار استثمار المؤسسات في مجال الأمن السيبراني، وذلك من أجل مكافحة التهديدات المتطورة، وتعزيز فرص العمل للمحترفين في هذا المجال.
- فرص قيادية مجزية: ستؤدي الحاجة المتنامية للأمن السيبراني على المستوى الاستراتيجي إلى فتح الباب واسعاً أمام الفرص الغنية لشغل مناصب عليا مثل رئيس أمن المعلومات CISCO لكل من يمتلك المؤهلات المتقدمة.
- المبادرات الحكومية: طموح دولة الإمارات لأن تصبح رائدة عالمية في مجال الابتكار الرقمي من شأنه تعزيز الحاجة لأفضل المواهب في مجال الأمن السيبراني.
- مشهد التهديدات السيبرانية المتطور: في ظل تزايد تعقيد مشهد التهديدات السيبرانية، سيتواصل نمو الطلب على الخبرات والمهارات المتقدمة في مجال الأمن السيبراني.
- استدامة الوظائف في مجال الأمن السيبراني: الأهمية المستمرة والمتنامية للأمن السيبراني على امتداد الصناعات تنطوي على الأمن الوظيفي طويل الأمد، والنمو الوظيفي للخبراء في هذا المجال.
- الابتكار في حلول الأمن السيبراني: من المتوقع نمو الطلب على الخبراء القادرين على الابتكار، وتنفيذ حلول الأمن السيبراني المتطورة، في ظل تنامي تعقيد مشهد التهديدات السيبرانية.
- الدعم الكبير من القطاعين العام والخاص: ستؤدي الجهود المشتركة ما بين القطاعين العام والخاص إلى تعزيز الأمن السيبراني، وتأمين فرص عمل إضافية للخبراء المهرة.
الخاتمة
يؤكد الطلب المتنامي على الخبراء في مجال الأمن السيبراني، وخاصة في المناصب القيادية، على الحاجة الملحة لدولة الإمارات لتوظيف خبراء مهرة من أجل حماية بنيتها التحتية الرقمية. وفي ظل استمرار تطور مشهد التهديدات السيبرانية، فإن المؤسسات بحاجة ماسة لقادة قادرون على حماية البيانات الحساسة، وتوجيه دفة مبادرات الأمن الاستراتيجية. لذا، يزود برنامج ماجستير العلوم في تقنية المعلومات (الأمن السيبراني) الطلاب بالخبرات والمهارات المتقدمة لشغل هذه المناصب الهامة. ومع التركيز المتزايد لدولة الإمارات على الأمن السيبراني ومتطلبات الوظائف المستقبلية، يوفر هذا المجال المهني فرصاً وظيفية واعدة، ما يجعل الوقت مثالياً للطلاب كي يواصلو دراساتهم المتقدمة في مجال الأمن السيبراني، واحتلال مركز طليعي في هذه الصناعة الحيوية.
ويعد برنامج ماجستير العلوم في تقنية المعلومات (الأمن السيبراني) من جامعة زايد الخيار المفضل بين الخريجين الجدد، أو المهنيين في منتصف حياتهم المهنية، الساعين لتسليح أنفسهم بالقدرات والخبرات الضرورية لإنشاء مهن رائدة في مجال الأمن السيبراني. تواصل مع كلية الابتكار التقني على
رقم الهاتف:
+971-2-599-3605
البريد الإلكتروني: