٢٤ فبراير، ٢٠٢٥
يرتفع الطلب على خبراء الأمن السيبراني في دولة الإمارات العربية المتحدة بوتيرة غير مسبوقة، وهو ما أظهرته المقتطفات التالية لمقالة نشرت على صفحات مدونة فيرتوزون، بتاريخ ٢٣ مايو ٢٠٢٤ (https://virtuzone.com/blog/cyber-security)، حيث أشارت إلى "أن التزام الحكومة بمسيرة التقدم التكنولوجي جعل من البنية التحتية الرقمية للدولة هدفاً رئيسيًاً لمجرمي الإنترنت، ما استلزم طرح حلول متطورة في مجال الأمن السيبراني". هذا، "وتشير التوقعات إلى أن سوق الأمن السيبراني في دولة الإمارات قد يصل إلى عتبة الـ ١٫٠٧ مليار دولار بحلول العام ٢٠٢٩، مدفوعاً بمسيرة التحوّل الرقمي في البلاد، وتنامي عدد الأجهزة المتصلة بالشبكة. ومن شأن هذا التوسع إيجاد ثغرات أمنية إضافية، ما يعزز الحاجة لتوظيف خبراء في مجال الأمن السيبراني". لذا، فإن "الطلب على خبراء الأمن السيبراني في دولة الإمارات يتزايد باطراد".
وفي ظل البحث المتواصل للمؤسسات عن الخبراء من ذوي المهارات العالية بهدف تأمين الحماية للبيانات الحساسة، وضمان مرونة الأمن السيبراني، ينبغي على الخبراء الطموحين اختيار المسار التعليمي المناسب للدخول في هذا المجال، أو تحقيق التقدم الملموس فيه. فالمعضلة الرئيسية التي تواجه الخريجين تكمن في تحديد طبيعة المسار الأكاديمي، إما السعي لنيل شهادة الماجستير في مجال الأمن السيبراني، أو الاكتفاء بالحصول على شهادة مهنية معتمدة في هذا المجال. ولتشجيع المهنيين على اتخاذ قرار مدروس يتماشى وأهدافهم المهنية واحتياجات قطاعهم، سنتعرّف معاً من خلال هذه المدونة على المزايا، الفوائد، والنتائج المهنية الرئيسية لكلا خياري الدراسة.
شهادات الماجستير والشهادات المهنية المعتمدة في الأمن السيبراني
شهادات الماجستير في الأمن السيبراني
تمّ تصميم برنامج ماجستير العلوم في تكنولوجيا المعلومات (الأمن السيبراني) من قبل جامعة زايد بهدف تسليح طلاب الدراسات العليا بالخبرات، المهارات، والفكر الاستراتيجي المتعمق والضروري للتخصص كخبراء في مجال أمن المعلومات. وفي غُمرة العصر الرقمي الذي نعيشه حالياً، قد تؤدي خروقات البيانات والهجمات الإلكترونية إلى عواقب وخيمة، لذا يعمل هذا البرنامج على تهيئة الطلاب لشغل المناصب الهامة والحيوية لحماية الأفراد، المؤسسات، والفضاء السيبراني للدولة ضدّ التهديدات السيبرانية. وفي ظل تنامي موجة التهديدات السيبرانية، ينبغي على الخبراء والمختصين في هذا المجال مواكبة التطورات التي يشهدها القطاع. من جهته، يتبنى برنامج الماجستير منهجية تعليمية متعددة التخصصات، وتغطي مختلف المجالات بما فيها علوم الحاسوب، أمن الشبكات، التشفير، إدارة المخاطر، تحليل الأدلة الجنائية، القرصنة الأخلاقية، وذلك في سبيل مواكبة مشهد التهديدات الصاعدة والتقنيات المتطورة. وبفضل المقررات الأكاديمية المتقدمة والدقيقة، والخبرات العملية، يكتسب طلاب البرنامج معرفةً واسعةً بالأمن السيبراني، قادرة على تمكينهم من وضع، تنفيذ، وإدارة استراتيجيات أمنية فعّالة.
بالمقابل، يُبدي أعضاء هيئة التدريس، وهم خبراء متمرسين ومن ذوي الخبرات العالمية في مجال الأمن السيبراني، في جامعة زايد تعاوناً وثيقاً مع خبراء الصناعة والطلاب، الأمر الذي من شأنه إغناء البيئة البحثية والاستكشافية في العديد من المجالات، مثل الأمن القائم على الذكاء الاصطناعي، أمن إنترنت الأشياء، أمن سلسلة الكتل (البلوك تشين)، وتحليل البرمجيات الخبيثة.
وبالرغم من ارتفاع تكاليف الدراسة وطول فترتها الزمنية، إلا أن شهادات الماجستير تجني عائداً استثمارياً أعلى، كونها تفتح الأبواب واسعةً أمام شغل مناصب قيادية برواتب أعلى في مختلف القطاعات، بما فيها الطيران، التمويل، الرعاية الصحية، القطاع الحكومي، إنفاذ القانون، تجارة التجزئة، الضيافة، والتكنولوجيا. وبإمكان الخريجين أيضاً شغل الوظائف بالعمل كخبراء في أمن المعلومات ضمن مجموعة متنوعة من المناصب العليا في المؤسسات، ومن بينها مسؤول/مستشار رئيسي لأمن المعلومات/البيانات، مدير أمن المعلومات، خبير أمن سيبراني، مهندس أمن سيبراني، خبير أمن الشبكات/الإنترنت، محلل جنائي رقمي، ومحلل أمن المعلومات. فضلاً عن تهيئة البرنامج للمهنيين لخوض امتحانات الشهادات المهنية المعتمدة، حيث تُمهّد شهادة الماجستير هذه الطريق نحو دراسات الدكتوراه للمهتمين بمسيرة الابتكارات في مجال الأمن السيبراني.
الشهادات المهنية المعتمدة في الأمن السيبراني
تُرسّخ الشهادات المهنية المعتمدة في الأمن السيبراني من المعرفة العميقة بالعمليات والتقنيات القياسية في هذا القطاع. فعلى عكس شهادات الماجستير، تقدّم الشهادات المهنية المعتمدة في الأمن السيبراني برامج تدريبية متخصصة قصيرة الأمد، تُركز بالدرجة الأولى على المبادئ الجوهرية والمهارات العملية الضرورية للعمل في هذا المجال، عوضاً عن التطرق في مسار البحث الأكاديمي. وعليه، تمّ تصميم هذه البرامج من أجل مساعدة الخبراء على اكتساب/ترسيخ خبرتهم في مجال مُحدد من مجالات الأمن السيبراني، مثل القرصنة الأخلاقية، تحليل التهديدات، إدارة المخاطر، الامتثال، وأمن الشبكات.
علاوةً على ذلك، تستعين برامج الشهادات المهنية المعتمدة بالمختبرات العملية وعمليات المحاكاة بشكل متكرر من أجل تحسين وتنمية مستوى المهارات التقنية، ويستغرق إكمال مقرر هذه الشهادات شهوراً أو أسابيع فقط، بدلاً من سنوات. ورغم انخفاض كلفتها مقارنةً بكلفة شهادات الماجستير، إلا أن الشهادات المهنية المعتمدة قد تتطلب أحياناً الالتزام بمسيرة تعليمية متواصلة أو متجددة، الأمر الذي قد يزيد بدوره من التكاليف المرتبطة بضرورة الحفاظ على المعرفة بآخر التطورات، ومواكبة مشهد المخاطر الصاعدة. ومن أبرز مزايا الشهادات المهنية المعتمدة والمتخصصة في الأمن السيبراني:
هذا، وبالرغم من توفر العديد من البرامج الإلكترونية (عبر الإنترنت) القادرة على تعليم الخبراء وفقاً لأوقاتهم الخاصة، إلا أن الشهادات المهنية المعتمدة التالية ستُساعدهم على التميّز عند التقدم لشغل الوظائف، أو عند السعي للترقية داخل المؤسسة:
شهادة الماجستير أم الشهادة المعتمدة؟ العوامل الرئيسية لاتخاذ القرار الأمثل
لا شك بأن كلاً من شهادات الماجستير والشهادات المهنية المعتمدة في جال الأمن السيبراني مفيدة، لكن تحديد الشهادة الأنسب بالنسبة لك يستند على عدة عوامل، من أبرزها:
الأهداف المهنية
استثمار الوقت والمال
متطلبات القطاع
الفوائد طويلة وقصيرة الأمد
ما هو المسار الأنسب بالنسبة لك؟
تُعدّ شهادة الماجستير في مجال الأمن السيبراني الخيار الأمثل لشغل الوظائف التي تتطلب تخطيطاً استراتيجياً، قيادةً، وفهماً شاملاً بسياسات الأمن السيبراني، إدارة المخاطر، والمسارات البحثية. ومن أبرز هذه الوظائف مدير أمن المعلومات CISO، مدير أو مستشار الأمن السيبراني، ومحلل الأدلة الجنائية. بينما تكسب الشهادات المهنية المعتمدة في مجال الأمن السيبراني الأفضلية في شغل وظائف مثل مهندس أمن الشبكات، محلل الأمن السيبراني، محقق الأدلة الجنائية الرقمية، مختبر الاختراق، المستجيب وللحوادث، والهاكر/المخترق الأخلاقي، التي تتطلب وجود معرفة تقنية مُحددة، وخبرة عملية واسعة.
إلا أنه من الشائع أيضاً سعي الخبراء للحصول على شهادات الماجستير والشهادات المهنية المعتمدة في مجال الأمن السيبراني على حد سواء، وذلك من اجل اكتساب معرفة شاملة ومتكاملة في هذا المجال. فالشهادات المهنية المعتمدة توفر تدريباً تخصصياً معترفاً به في هذا السياق من المهارات العملية، بينما تُقدم شهادات الماجستير معرفةً نظريةً عميقةً، قدرات بحثية، وتدريبًا تخصصياً على القيادة. لذا، بالإمكان تعزيز المعرفة، فرص العمل، والمصداقية بدرجة كبيرة في مجال الأمن السيبراني سريع التطور والتغير وعند دمج كلا الشهادتين. ومن الأمثلة الواقعية على هذا الدمج شغل منصب مدير أمن المعلومات، الذي يحقق التوازن ما بين الخبرة التقنية والقدرات القيادية، وذلك بحصول صاحب المنصب على شهادة الماجستير وشهادة خبير أمن أنظمة المعلومات المعتمد CISSP.
الخلاصة: الاستثمار في مسيرتك المهنية بمجال الأمن السيبراني
تلعبُ كلاً من شهادات الماجستير والشهادات المهنية المعتمدة دوراً حيوياً في مجال الأمن السيبراني، فالشهادة المهنية المعتمدة تشكل الخيار الأمثل إن كنت ترغب الخوض في هذا المجال والتمتع بمهارات ذات صلة بالقطاع بوتيرة سريعة، إلى جانب شغل الوظيفة بشكل مباشر وفوري. في حين تُوفر شهادة الماجستير في الأمن السيبراني من جامعة زايد الخيار الوظيفي الأكثر ثباتاً على المدى الطويل، وذلك في حال كنت ترغب في شغل مناصب قيادية، التركيز على الأبحاث في مجال الأمن السيبراني، واكتساب الأساس التقني الأعمق. وينبغي على خبراء الأمن السيبراني الطموحين تقييم أهدافهم الشخصية والمهنية قبل اختيار المسار التعليمي الأنسب لهم، لأن خيارهم الأمثل سيعتمد على طموحاتهم المهنية، مدى التزامهم بالوقت، ومستوى المهارات المطلوبة. بالنتيجة، الاستثمار في مسار التعليم بمجال الأمن السيبراني سيوفر مجموعة واسعة من الفرص الوظيفية المهمة والمجزية، بغض النظر عما إذا كنت تحمل شهادة الماجستير أو شهادة مهنية معتمدة، أو كلاهما.
إن كنت تسعى إلى تطوير مسيرتك المهنية في مجال الأمن السيبراني، فاتخذ الخطوة الأنسب لتمهيد الطريق أمام مسيرتك المهنية في المستقبل. سارع بتقديم طلب انتسابك إلى برنامج ماجستير العلوم في تقنية المعلومات (الأمن السيبراني) من جامعة زايد، واستعد لشغل منصب قيادي متميز ضمن بيئة عمل سريعة التطور. يُرجى التواصل مع كلية الابتكار التقني
رقم الهاتف:
(+971)2-599-3605
:البريد الإلكتروني