Zayed University Graduate Blog

تعزيز المكانة والنفوذ العالميين لدولة الإمارات بواسطة الدبلوماسية والقوة الناعمة

Written by Zayed University | Sep 17, 2025 5:20:16 PM

20 فبراير، 2025

 

جوزيف ناي، الاسم الذي يقف وراء إطلاق مفهوم القوة الناعمة، والذي عرّفه بأنه "قدرة الدولة على التأثير في تفضيلات وسلوكيات مختلف الجهات الفاعلة على الساحة الدولية (الدول، الشركات، المجتمعات، الجماهير، إلخ) من خلال الجذب أو الإقناع بدلاً من الإكراه". وقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة سابقةً في توظيف القوة الناعمة بكفاءة، وذلك بهدف ترسيخ مكانتها وحضورها كلاعب أساسي في الدبلوماسية العالمية. وإدراكاً منها لقيمة القوة الناعمة، طبّقت دولة الإمارات استراتيجية القوة الناعمة في العام 2017 من أجل تعزيز سمعتها العالمية، وامتدادها الدبلوماسي. وتهدف الاستراتيجية المعتمدة إلى زيادة الأثر الاقتصادي، الثقافي، التعليمي، الإنساني، والدبلوماسي للدولة، بالتزامن مع تعزيز مفاهيم التسامح، السلام، والابتكار في سبيل بناء شراكات دبلوماسية وتجارية قوية.

 



العوامل الرئيسية لاستراتيجية القوة الناعمة المعتمدة من دولة الإمارات

احتلّت دولة الإمارات المرتبة العاشرة عالمياً، وللعام الثاني على التوالي، ضمن ترتيب "مؤشر القوة الناعمة العالمي" لعام 2024، الذي تُعدّه وتصدر نتائجه شركة الأبحاث والتحليل "براند فاينانس". حيث استطاعت دولة الإمارات قطع أشواط كبيرة في تسلق سلم ترتيب مؤشر القوة الناعمة "براند فاينانس" على مر السنين، ما يُشير إلى قدرتها الكبيرة في الحفاظ على نفوذها وسمعتها على الساحة العالمية، وذلك بنجاحها الاستثمار في:

  • الريادة الإنسانية: تُصنّف دولة الإمارات حالياً من بين أكبر المانحين في الساحة الدولية، نسبةً إلى ناتجها المحلي الإجمالي. ومن خلال اطلاقها للعديد من المبادرات، على غرار "مبادرة إرث زايد الإنساني" و"حملة وقف الأم"، والمنظمات الإغاثية مثل "الهلال الأحمر الإماراتي"، تُقدّم الدولة المساعدات المالية، إدارة الكوارث، البيئة، التعليم والتدريب، الأمن الغذائي، ودعم الرعاية الصحية لأي دولة محتاجة، ما يُرسّخ صورتها كلاعب عالمي رحيم ومسؤول.
  • الدبلوماسية الاقتصادية والتجارية: تستند دولة الإمارات على موقعها الاستراتيجي المميز، باعتبارها مركز عالمي للأعمال والتجارة، من أجل بناء وتوطيد علاقات اقتصادية متينة مع كافة دول العالم. حيث تعمل مناطق التجارة الحرة، وسياسات السوق المفتوحة التي تنتهجها الدولة، بمثابة نقاط جذب واستقطاب للاستثمارات الأجنبية، فضلاً عن تطويرها لمسار الشراكات الدولية. وعليه، فإن الدبلوماسية الاقتصادية تعمل على تعزيز النفوذ العالمي لدولة الإمارات، وتُنمّي علاقاتها مع الدول الأخرى.
  • الدبلوماسية الثقافية والإعلامية: تبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة للترويج لصالح ثقافتها وتراثها في الفعاليات والأحداث الدولية، مثل إكسبو 2020، والمشاركة في المتاحف مثل "متحف اللوفر أبوظبي"، المعارض الفنية، ومهرجانات الأفلام العالمية. علاوةً على ذلك، تُساهم قنوات الاستثمار التي تخصصها دولة الإمارات لدعم شبكات الإعلام الدولية في صياغة الروايات والسرديات حول المنطقة، وتقديم الدولة على الساحة الدولية كدولة معاصرة ومتقدمة.
  • التعليم وتبادل المعرفة: رسّخت دولة الإمارات من مكانتها كمركز للتعليم العالي والبحثي، فمؤسساتها التعليمية قادرة على استقطاب الطلاب من كافة الدول والثقافات. وتُسهم هذه الاستراتيجية في تعزيز الأثر الفكري للدولة، ما يجعلها منارةً لتبادل المعرفة، والدبلوماسية الأكاديمية.
  • العلوم، التكنولوجيا، والابتكار: استطاعت دولة الإمارات تحقيق تقدم ملحوظ في سبر أغوار الفضاء، الذكاء الاصطناعي، والاستدامة، معززةً بذلك ريادتها العالمية في مجال الابتكارات. حيث تؤكد المبادرات التي أطلقتها، بما فيها "مسبار الأمل" إلى المريخ، المدن الذكية القائمة على الذكاء الاصطناعي، ومشاريع الطاقة المتجددة، مدى قوة التزام دولة الإمارات بدعم مسيرة التقدم التكنولوجي، ما يعزز بالنتيجة قوتها الناعمة.
  • تشجيع التسامح والسلام: تعمل دولة الإمارات بنشاط على نشر وتعزيز قيم التسامح، التعايش، والسلام. وتعكس مبادرة "عام التسامح" 2019، وتوقيع "اتفاقات أبراهام" 2020، مدى عمق التزام الدولة برفع سقف الحوار بين الأديان، وتعزيز التعاون الدبلوماسي.

 

ماجستير الدبلوماسية والشؤون الدولية من جامعة زايد ومسار تعزيز القوة الناعمة في دولة الإمارات 

يُساهم ماجستير الدبلوماسية والشؤون الدولية من جامعة زايد بدرجة كبيرة في دعم استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات، وذلك من خلال تزويد طلاب الدراسات العليا بالمعارف، المهارات، والرؤى الضرورية للتعامل مع المتغيرات الجيوسياسية المعقدة، المشاركة في المفاوضات الفعّالة، ومواجهة التحديات العالمية. علاوةً على ذلك، وبفضل أطر التعاون والتواصل مع المنظمات الدولية والسفارات، وتبني مفاهيم البحث العلمي، يُساهم طلاب البرنامج بطرح الأفكار والحلول المبتكرة لمعالجة التحديات العالمية، ما يعزز سمعة ومكانة دولة الإمارات كدولة طليعية ورائدة، تصبو نحو المستقبل، وتستثمر في بناء المعرفة.

 

 

 

 

مخرجات التعلّم الرئيسية

  • يُسلّح الأساس المتين في المعرفة السياسية والاقتصادية الخريجين بالقدرة على تحليل التوجهات العالمية، صياغة السياسات الخارجية المدروسة، وتعزيز دور دولة الإمارات في إرساء الشراكات الاقتصادية الدولية. ويتماشى توجه الجامعة هذا مع الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في سبيل ترسيخ مكانتها كمركز أعمال عالمي، ومنارة في الدبلوماسية الاقتصادية.
  • توفر القدرات البحثية والتواصلية المتقدمة للخريجين القدرة على صياغة الخطابات المقنعة، المشاركة في الحوارات الدبلوماسية، والمساهمة في رسم المسارات السياسة، وذلك بهدف تعزيز قدرة دولة الإمارات على نشر نفوذها بواسطة طرح المبادرات المدروسة بدقة، والفعّالة عبر شبكات تواصل متشعبة.
  • تنمية الوعي العالمي لدى طلاب البرنامج من شأنه تأهيلهم التعامل مع الديناميكيات الدولية المعقدة، التفاعل مع مختلف الجهات المعنية، وتحديد الأولويات الدبلوماسية لدولة الإمارات، ما يعزز سمعتها كلاعب عالمي استباقي، يمتلك رؤية استشرافية مستنيرة.
  • جني الخبرة في مجال الدبلوماسية العامة قادر على مساعدة الخريجين في دفع عجلة التقدم الثقافي، الإنساني، والتكنولوجي لدولة الإمارات، باعتبارها الركائز الأساسية لاستراتيجية قوتها الناعمة. فضلاً عن مساهمتهم في نجاح مسار الدولة الدبلوماسي على المدى الطويل، وذلك عبر تعزيز الشراكات الدولية، وتحسين صورة دولة الإمارات عالمياً.
  • يُمكّن الفهم العميق لطبيعة العلاقات العالمية والمحلية طلاب البرنامج من بناء جسور التواصل التي تجمع ما بين المصالح الدولية والإقليمية، ما يضمن استمرار ريادة دولة الإمارات في بسط جسور التعاون العابرة للحدود، حل النزاعات، وتبنيها لمبادرات التنمية المستدامة.

الكفاءات الرئيسية

يدعم برنامج ماجستير الدبلوماسية والشؤون الدولية بشكل مباشر استراتيجية القوة الناعمة التي تتبناها دولة الإمارات، عبر دمج الكفاءات الرئيسية ضمن مناهجه الدراسية، ما يكفل تأهيل خريجين متمرسين وقادرين على تعزيز مكانة الدولة العالمية، وذلك من خلال:

  • القيادة وصنع القرار في الشؤون العالمية: تتم تهيئة الخريجين لتمثيل الدولة في الأوساط الدبلوماسية العالمية، وبأثر استراتيجي ملحوظ.
  • صنع القرار الأخلاقي: يُمكّن هذا المسار الخريجون من الالتزام بمفاهيم النزاهة، الشفافية، والحوكمة المسؤولة تحت مظلة العلاقات الدولية، وبما يتماشى مع التزام الدولة بتوجهات السلام والاستقرار.
  • التواصل والتفاوض بين الثقافات: يمتلك الخريجون المهارات اللازمة لتعزيز قدرة دولة الإمارات في ترسيخ العلاقات الدبلوماسية رفيعة المستوى، إرساء أسس الحوار الثقافي، وتوطيد سبل التعاون الدولي العبر للحدود.
  • الوساطة وحل النزاعات: يُزوّد البرنامج الخريجين بالقدرة على دعم الدور الفعال الذي تضطلع به دولة الإمارات في إرساء جهود حفظ السلام والحوارات الدبلوماسية، ما يُمكِّنهم من تسهيل عقد الاتفاقيات الدولية، التوسط في حل النزاعات الإقليمية، وتعزيز الشراكات العالمية.
  • تحليل السياسات والمشاركة متعددة الأطراف: يُمكّن البرنامج الخريجين من المساهمة في طرح المبادرات السياسية الخارجية لدولة الإمارات، والمنظمات الدولية.
  • الدبلوماسية العامة والمناصرة العالمية: يمتلك الخريجون القدرة على تعزيز صورة دولة الإمارات على الساحة الدولية من خلال وسائل الإعلام، المبادرات الثقافية، المنتديات العالمية، والرسائل الاستراتيجية.
  • الدبلوماسية الاقتصادية والثقافية: يكتسب الخريجون الخبرات الضرورية لتوسيع دائرة النفوذ العالمي لدولة الإمارات، وذلك عبر تعزيز التجارة، الاستثمار، والتبادل الثقافي عبر الشراكات الاستراتيجية.

الفرص الوظيفية

يتنامى الطلب على الكفاءات المؤهلة والقادرة على المساهمة في الجهود الدبلوماسية، وذلك في ظل السعي الحثيث لدولة الإمارات لتعزيز دورها على الساحة العالمية. لذا، سيؤهل برنامج ماجستير الدبلوماسية والشؤون الدولية، بطابعه متعدد التخصصات، الخريجين مواجهة ومعالجة التحديات العالمية المعقدة، المساهمة في رسم خارطة العلاقات الدولية، وتطوير مسار الأبحاث التي تدعم تحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات. وبتحقيق أعلى درجات التوافق ما بين دراسات الماجستير واستراتيجية القوة الناعمة المعتمدة من قبل دولة الإمارات، تتمّ تهيئة طلاب البرنامج لشغل مناصب رفيعة المستوى في السلك الدبلوماسي، الهيئات الحكومية، الدبلوماسية المؤسسية، المنظمات الدولية، صنع السياسات العالمية، مراكز الفكر، المنظمات غير الحكومية، الشركات متعددة الجنسيات، الأجهزة الأمنية، والأوساط الأكاديمية.

الخلاصة: صياغة النفوذ العالمي بالخبرة الدبلوماسية

تُعتبر القوة الناعمة من الأدوات الهامة المستخدمة في صياغة الدبلوماسية والشؤون الدولية، فأثرها ينعكس على آلية التفاعل بين الدول، إقامة التحالفات، والاستجابة للتحديات العالمية. وقد استطاعت دولة الإمارات بتوظيفها للقوة الناعمة الارتقاء لتصبح من الدول الرائدة عالمياً في الأوساط الدبلوماسية، الثقافة، والاستدامة. وبالاستفادة من التراث الغني، تشجيع الابتكار، والدعوة إلى تغليب قيم التسامح والسلام، تُقدّم دولة الإمارات مثالاً يُحتذى به في كيفية اكتساب الدول للنفوذ عبر عوامل الجذب والتعاون.

بالإضافة إلى ما سبق، ستتنامى أهمية التوجه نحو إتقان توظيف استراتيجيات القوة الناعمة بين الدبلوماسيين الطموحين، صانعي السياسات، والقادة العالميين الساعين إلى تعزيز أصر التعاون، حل النزاعات، وصياغة السياسات الدولية، وذلك في ظلّ المشهد الجيوسياسي سريع التغير للعالم. لذا، يُسهم برنامج الماجستير في الدبلوماسية والشؤون الدولية من جامعة زايد بدرجة كبيرة في تطوير استراتيجية القوة الناعمة المعتمدة من قبل دولة الإمارات، عبر تسليح الخريجين بالمهارات الضرورية لتمثيل البلاد على الساحة الدولية، وبالتالي تعزيز بصمتها وأثرها العالمي. فضلاً عن أن هذه الكفاءات تتماشى وأهداف دولة الإمارات الرامية إلى تعزيز الروابط العالمية، تشجيع المشاركة الثقافية والاقتصادية، وتعزيز ريادتها في مجال الشؤون الدولية. وبفضل إعداد خريجين قادرين على مواجهة التحديات الدبلوماسية المعقدة، يدعم البرنامج بشكل مباشر رؤية دولة الإمارات المتمثلة في تحقي حضور إيجابي ومؤثر على الساحة الدولية.


سارع بالانضمام إلى برنامج ماجستير الدبلوماسية والشؤون الدولية، وطوّر خبراتك في صياغة السياسات العالمية، تحسين الشراكات الدولية، وتعزيز استراتيجية القوة الناعمة لدولة الإمارات. إلى جانب اكتساب المعارف والمهارات اللازمة لمواجهة ومعالجة التحديات الدبلوماسية المعقدة، وإحداث الأثر المستدام في عالم الدبلوماسية. يُرجى التواصل اليوم مع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية على


رقم الهاتف:

(+971)2-599-3605

:البريد الإلكتروني

dgs.recruitment@zu.ac.ae