20 سبتمبر، 2024
لا تقتصر رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة على الاستعداد للمستقبل فحسب، بل تتخطاها إلى العمل على بنائه بهمة ونشاط. وبالتوازي مع الانتقال السريع للدولة نحو تبني مفاهيم الاقتصاد القائم على المعرفة، تُعيد الاستراتيجيات الوطنية رسم ملامح المشهد المهني، مُركزةً على مبادئ الابتكار، الرقمنة، والاستدامة. ولم تعد هذه الركائز مجرد توجهات، بل باتت حالياً ضرورة وطنية تُسهم في خلق صناعات جديدة، وتُحوّل الصناعات القائمة. وفي ظل التحوّل نحو الهيكلية الاقتصادية الجديدة، من الأهمية بمكان معرفة الدور الجوهري الذي تلعبه شهادات الماجستير المتخصصة في إعداد المهنيين الطامحين للحفاظ على قدرتهم التنافسية تحت سقف سوق العمل الإماراتي، فضلاً عن الدور الريادي والمحوري الذي تضطلع به جامعة زايد في تخريج طلاب ومهنيين مستعدين للمستقبل.
مسيرة تحوّل دولة الإمارات نحو التخصص
حققت دولة الإمارات نقلةً نوعيةً في تجاوز الاعتماد على النفط، مُركزةً جهودها على المستقبل القائم على المعرفة والابتكار. حيث تعكس الاستراتيجيات الوطنية، مثل "رؤية نحن الإمارات 2031" و"الرؤية الاقتصادية 2030 لإمارة أبوظبي"، مدى التزام الدولة ببناء اقتصاد متنوع وعالي القيمة، يركز بالدرجة الأولى على التكنولوجيا، الاستدامة، والتحوّل الرقمي، ويحقق التوافق ما بين مخرجات التعليم والأهداف الوطنية.
التوافق ما بين مخرجات التعليم والرؤية الوطنية
تهدف "الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي 2030" لدولة الإمارات إلى تسليح الأجيال القادمة بالمهارات التقنية والعملية الضرورية لدفع عجلة الاقتصاد في القطاعين العام والخاص. حيث تركز هذه الاستراتيجية على تطوير البرامج التخصصية القادرة على تلبية الاحتياجات المتنامية للدولة. كما شجعت حكومة الإمارات، في إطار هذه الرؤية، مؤسسات التعليم العالي على طرح برامج وشهادات ماجستير تخصصية في شتى المجالات الصاعدة. وقد صُممت هذه البرامج من أجل تخريج طلاب و مهنين متمتعين بالمهارات والخبرات المواكبة للأولويات الوطنية، ومؤهلين لتولي القيادة في مختلف القطاعات، بما فيها الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، علوم البيانات، الطاقة المتجددة، والتمويل.
البحث والتطوير: قيادة الابتكار ومستقبل الإمارات
يعكس تركيز جامعة زايد على مسار البحث والتطوير، وخاصةً على مستوى برامج الماجستير التي تقدمها، على مدى أهمية الخبرات العميقة والمتخصصة في صياغة مشهد القوى العاملة في المستقبل. حيث تُتيح برامج الماجستير للطلاب فرصة استكشاف الكثير من المجالات التخصصية، ما يوفر رافداً غزيراً من التخصص الذي يتماشى بشكل وثيق الصلة مع رؤية دولة الإمارات للتنوّع الاقتصادي والابتكار. ومن خلال مشاركتهم في المشاريع البحثية، يُساهم طلاب البرنامج في طرح أعمال رائدة وقادرة على التأثير بشكل مباشر على توجهات الصناعات المحلية والعالمية. كما أن نطاق هذه الأبحاث لا تنحصر على الأوساط الأكاديمية فحسب، فهي تشكل جزءاً من استراتيجية أكبر تعمل على ضمان تصدر دولة الإمارات للطليعة في سباق التقدم التكنولوجي والعلمي، مسلحةً بكوادر تخصصية قادرة على قيادة وإحداث التغيير في قطاعاتها.
تنامي أهمية الشهادات التخصصية يوماً بعد يوم
شكلت شهادة البكالوريوس نقطة انطلاق مهمة في سوق العمل قبل عقد من الزمان، أما اليوم، فقد أصبحت الأساس. ففي خضم سوق العمل شديد التنافسية وسريع التطور في زمننا الراهن، يولي أصحاب العمل الأولوية للمرشحين المالكين للمعارف المتخصصة وذات الصلة، المهارات التطبيقية، والقدرات المتميزة في حل المشاكل العملية، المُصممة بشكل خاص لمعالجة تحديات بعض القطاعات المُحددة.
هذا، ويميل الخريجون الحاصلون على شهادة الماجستير إلى:
إلى جانب دفعها لعجلة التقدم المهني الشخصي، تُحدث شهادات الماجستير التخصصية أثراً اقتصادياً أوسع، فهي تُساهم في بناء قوى عاملة مرنة، تطلعية، ومتوافقة مع الأهداف الوطنية. واستناداً لما تداوله منبر المنتدى الاقتصادي العالمي، "العديد من الوظائف التقليدية باتت تُستبدل، أو يُعاد تعريفها، نتيجةً للتطور التكنولوجي، التحوّل الأخضر، والتحوّلات الاقتصادية والديموغرافية". علاوةً على ذلك، تشير نتائج "تقرير مستقبل الوظائف 2025"، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، إلى أن "الاضطراب سيصيب 22% من الوظائف بحلول العام 2030، وسيعمل على إيجاد 170 مليون وظيفة جديدة، مع استبدال 92 مليون وظيفة، ما سيُؤدي إلى زيادة صافية قدرها 78 مليون وظيفة". ويعكس هذا التحوّل مدى الحاجة المتنامية لوجود قوى عاملة مسلحة بمهارات متقدمة ومتخصصة في مختلف القطاعات، وذلك بهدف شغل المناصب الجديدة الصاعدة، إلى جانب دفع عجلة الابتكار والنمو الاقتصادي. وفي ظل مسيرة التطور التي تعصف بشتى القطاعات، تلعب شهادات الماجستير التخصصية دوراً هاماً في إعداد وتهيئة الأفراد لمواجهة مثل هذه التحديات الجديدة، ما يضمن الحصول على قوى عاملة لا تنحصر قدرتها على التكيف مع التغيير فحسب، بل والمساهمة أيضاً بفعالية كبيرة في صياغة مستقبل الاقتصاد العالمي.
القطاعات الرئيسية التي تُفضّل الشهادات التخصصية في دولة الإمارات
ركزت دولة الإمارات بشكل استراتيجي على تطوير مسار الصناعات عالية التأثير، التي يتطلب الكثير منها وجود خبرات متخصصة. حيث تسعى هذه الاستراتيجية في نهاية المطاف إلى إيجاد وظائف عالية الجودة، وتعزيز تنافسية الدولة على الساحة العالمية. وفيما يلي القطاعات التي تحتل فيها برامج الماجستير التخصصية المقدمة من قبل جامعة زايد أهمية أكبر:
جامعة زايد والريادة في برامج الماجستير التخصصية
تُبدي جامعة زايد التزاماً كبيراً تجاه تخريج طلاب دراسات عليا قادرين على إدارة دفة قيادة الاقتصاد القائم على المعرفة الذي تتبناه دولة الإمارات. حيث قامت بتصميم برامج ماجستير تركز بدرجة كبيرة على القطاع الصناعي، بما يضمن توافقها مع المتطلبات الحالية للسوق.
أبرز مزايا جامعة زايد
اختيار الشهادة التخصصية الأمثل استعداداً للمستقبل
يشهد سوق العمل في دولة الإمارات موجة تحوّل كبير، فهو يُعيد تعريف مفهوم قابلية التوظيف، كما أنه يصنف المهارات التخصصية والمؤهلات المتقدمة كأولويات ضرورية للمهنيين الراغبين في الحفاظ على مناصبهم. وفي ظل توجه الدولة لتبني استراتيجية الاقتصاد المتنوع والقائم على المعرفة، أصبح اختيار برنامج الماجستير التخصصي المناسب قراراً مصيرياً لا يعكس الاهتمامات الشخصية فحسب، بل يتماشى أيضاً مع توجهات السوق، والاهتمامات الصاعدة.
من جهتها، أضحت شهادات الماجستير التخصصية تفور حالياً ما يفوق مجرد كونها شهادات أكاديمية، فهي تتيح فرصة اكتساب المهارات العملية، تعزز من فرص التوظيف، وتحقق التميّز أمام أصحاب العمل الباحثين عن الخبرات المتخصصة. وفي إطار هذه البيئة، تعتبر شهادة الماجستير التخصصية استثماراً مثالياً في القيادة، الابتكار، والنمو الوظيفي. وبفضل التزامها الكبير بتحقيق التميّز، تحتضن جامعة زايد العديد من برامج الماجستير التخصصية التي من شانها تأهيل الخريجين شغل المناصب القيادية في أبرز القطاعات الواعدة على مستوى دولة الإمارات، ما يضمن استعدادهم لمواجهة تحديات سوق العمل المعاصر.
إن كنت مستعداً للمساهمة في تحقيق أهداف رؤية دولة الإمارات، والارتقاء بمسيرتك المهنية، فاختيارك لبرنامج الماجستير التخصصي هو خطوتك الصحيحة التالية، وجامعة زايد هي نقطة انطلاقك نحو المستقبل. يُرجى التواصل مع عمادة الدراسات العليا
رقم الهاتف:
(+971)2-599-3605
:البريد الإلكتروني