صياغة سيرة ذاتية مميزة لمسار مهني ناجح

يواجه الخريجون الجدد تحديات في صياغة سيرة ذاتية مميزة تمكّنهم من الحصول على فرص مهنية واعدة. في هذا المنحنى، تشير الإحصاءات إلى أن 24 بالمائة من أصحاب العمل يقضون أقل من 30 ثانية فقط في قراءة السيرة الذاتية الواحدة، أي أن المتقدّم على الوظيفة يحصل على 30 ثانية فقط لترك انطباع أولي مؤثر ومميز.    

السيرة الذاتية هي مستند مؤلف من صفحتين يسلط الضوء على المهارات والخبرات التي يمتلكها المتقدّم، حيث تعتبر بوابته إلى عالم الفرص المهنية. لذا، يتعين صياغتها بإتقان واحترافية عالية. في هذا الاتجاه، تقدّم هذه المقالة بعض النصائح القيّمة من أجل صياغة سيرة ذاتية مميزة. 

اختيار نوع السيرة الذاتية المناسب 

يمكن لطلبة الدراسات العليا صياغة السير الذاتية من خلال تحديد نوعها إمّا اختيارهم للسيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني أو السيرة الذاتية الوظيفية. 

تستعرض السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني المناصب المهنية السابقة بترتيب الأحدث أولاً ثم الأقدم. أمّا السيرة الذاتية الوظيفية، فتركز على المهارات والخبرات بدلاً من التركيز على التاريخ المهني. تعتبر السيرة الذاتية الوظيفية مناسبة للمتقدّمين الذين قضوا سنة استراحة بعد تخرجهم من المرحلة الجامعية أو للذين لم يحصلوا على فرصة مهنية. كما يمكن للمتقدّمين الدمج بين السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني والسيرة الذاتية الوظيفية مع التركيز على إبراز مهاراتهم وخبراتهم العملية بطريقة مترابطة ومتسقة. 

ولكن اختيار طلبة الدراسات العليا لنوع السيرة الذاتية يعتمد على ظروفهم وطبيعة مهنتهم التي يطمحون إليها. بشكل عام، تعتبر السيرة الذاتية ذات التسلسل الزمني خياراً مناسباً لطلبة الدراسات العليا المهتمين بنشر الأبحاث الأكاديمية أو للطلبة الذين يمتلكون خبرات عملية سابقة، حيث يوضح هذا النوع من السير الذاتية خبراتهم العملية ذات الصلة ويبرز مسارهم المهني. 

أمّا بالنسبة لطلبة الدراسات العليا الذين غيروا تخصصاتهم الأكاديمية أو الطلبة الذين لا يمتلكون خبرات مهنية كافية، فالخيار الأفضل بالنسبة لهم يتمثل في اختيارهم للسيرة الذاتية الوظيفية التي تسلط الضوء على انجازاتهم ومهاراتهم الشخصية. 

التركيز على المؤهلات العلمية

تعتبر المؤهلات العلمية مرتكزاً جوهرياً في السيرة الذاتية، لا سيما للخريجين الجدد. لذا، يتعين عليهم تضمينها في السيرة الذاتية، فضلاً عن مشاريعهم الدراسية وإنجازاتهم الأكاديمية ذات الصلة التي تبرهن اكتسابهم للمهارات والمعارف والخبرات في مجال دراستهم. كما يتعين على الخريجين الجدد تسليط الضوء على معدلاتهم الأكاديمية وفرص حصولهم على منح الدراسات العليا وغيرها من الإنجازات الأكاديمية التي تبرز تفانيهم في مسيرتهم الدراسية. 

التركيز على الخبرات العملية ذات الصلة

بما أن معظم الخريجين الجدد لا يمتلكون الخبرات الكافية في ميادين العمل، يتعين عليهم التركيز على إبراز تجاربهم البحثية خلال كتابة أطروحة الماجستير، وتسليط الضوء على تدريبهم العملي أو فرص عملهم بدوام جزئي بما يتناسب مع طبيعة مهنتهم، وذلك من خلال استعراض هذه المهارات المكتسبة بالتسلسل الزمني.  

تضمين الرخص المهنية والشهادات

يعتبر سعي الخريجيون الجدد للحصول على الرخص المهنية أو الشهادات ميزة إضافية لهم، كونها تُبرهن التزامهم بمواصلة مسيرتهم التعليمية. كما توفر هذه الشهادات دليلاً قوياً على امتلاكهم للمؤهلات الكافية التي تمكّنهم من اغتنام الفرص المهنية الواعدة في سوق العمل. كما يعتبر الخريجون الجدد قيمة مضافة للمؤسسة التي يعملون بها، حيث تعكس هذه الشهادات قدراتهم واستعدادهم للتكيف مع التوجهات والتطورات الجديدة داخل أطر المؤسسة وخارجها، لا سيما في ظل سوق العمل الحالي الذي يشهد تنافساً شديداً وطلباً متزايداً. 

إبراز المهارات الشخصية

عادةً ما يتجاهل الخريجون الجدد تضمين مهاراتهم الشخصية عند صياغتهم للسيرة الذاتية. استناداً لآخر الإحصاءات بهذا الخصوص، تركز 61 بالمائة من المؤسسات على المهارات الشخصية للمتقدّمين بنفس القدر من الأهمية التي تركز بها على المهارات المهنية عند تقييمها للسيرة الذاتية. لذا، يتعين على المتقدّمين إبراز مهاراتهم الشخصية، بما في ذلك مهارات تعاملهم وتواصلهم مع الآخرين، فضلاً عن قدراتهم على التكيف والعمل ضمن فريق في بيئة العمل. 

إبراز الكفاءة اللغوية

يعتبر إبراز الكفاءة اللغوية من أهم العناصر الرئيسة التي يتعين تضمينها في السيرة الذاتية، خاصة للخريجين الجدد. كما يكتسب هذا الأمر أهمية خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب التفاعل المباشر مع الأفراد من مختلف الجنسيات. لذلك، فإن إجادة المتقدّمين لأكثر من لغة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر اللغة العربية والإنجليزية والهندية/الأردية يكسبهم ميزة تنافسية تفتح آفاقاً مهنية واعدة لهم. 

الاتساق مع متطلبات نظم تتبع مقدمي طلبات التوظيف (ATS)

تستعين معظم المؤسسات حالياً "بنظم تتبع مقدّمي طلبات التوظيف (ATS)" بهدف التدقيق على السير الذاتية. لذا، التزام المتقدّمين بالاتساق مع متطلبات هذه النظم يمكّنهم من الحصول على فرص مهنية مناسبة. من هذا المنظور، يتعين عليهم استخدام الكلمات الدلالية في مجالهم وتجنب تضمين الصور والرسومات والتأكد من تقديم سيرة ذاتية مرتبة ومتسقة من أجل اجتياز مرحلة التدقيق والفرز الأولى لطلبات التوظيف.   

تصميم وتنسيق السيرة الذاتية

يلعب التنسيق والتصميم دوراً جوهرياً في الشكل العام للسيرة الذاتية وذلك من خلال استخدام العناوين الواضحة والوصفية والتعداد النقطي والرقمي، فضلاً عن استخدام خط مريح وسهل القراءة. كما يتعين ألا تتخطى السيرة الذاتية كحد أقصى الصفحتين، مع إدراج صورة شخصية مناسبة. في هذا الاتجاه، توفر العديد من المنصات الإلكترونية، بما في ذلك Resume.ae، Bayt، Laimoon، فرصة استخدام نماذج جاهزة لأنواع مختلفة من السير الذاتية، فضلاً عن تقديم النصائح المتخصصة وخدمات التصحيح والتدقيق اللغوي. 

الخاتمة

توفر النصائح المذكورة في هذه المقالة معلومات قيّمة لصياغة سيرة ذاتية مميزة ومتسقة مع متطلبات النظم التي تتطلب من المتقدّمين تضمين مؤهلاتهم العلمية وخبراتهم العملية ذات الصلة، إلى جانب شهاداتهم الأكاديمية ومهاراتهم الشخصية وكفاءتهم اللغوية. 

ومن المؤكد بأنَّ حصول طلبة الدراسات العليا على شهادة الماجستير من جامعة زايد التي تتمتع بسمعة متميزة ومكانة رائدة، يعتبر ميزة إضافية في سيرتهم الذاتية، حيث تحرص جامعة وايد على طرح برامج الدراسات العليا التي تهدف إلى تمكّين الطلبة في مجالات البحث العلمي وتعزز من مهاراتهم وتؤهلهم للتميّز بأدائهم الناجح وترك بصمة إيجابية في مجالاتهم. 

لمعرفة المزيد من المعلومات حول برامج الدراسات العليا التي تطرحها جامعة زايد، يرجى التواصل مع عمادة الدراسات العليا عبر:  
رقم الهاتف: 3605-599-2-971+ 
البريد الالكتروني: dgs.recruitment@zu.ac.ae