عملية التقديم لبرامج الدراسات العليا: مقابلة كلية الدراسات العليا
11 Oct, 2024
تُعد مقابلة الانضمام لإحدى كليات الدراسات العليا خطوة رئيسية في عملية التقديم للالتحاق ببرامج الدراسات العليا، لكن لا تتطلب جميع برامج الدراسات العليا المقدمة من جامعة زايد إجراء مثل هذه المقابلة، لكن في حال خوضها كمعيار للقبول، ينبغي على المرء الاستعداد بشكل جيد للإجابة على الأسئلة التي ستُطرح عليه.
هذا، ويكمن الهدف الرئيسي وراء إجراء المقابلة في تقييم مدى ملاءمة المتقدم للبرنامج والبيئة الأكاديمية المعنية. فمن خلال تبادل أطراف الحديث تقوم لجان القبول بالتعمق في الخلفية الأكاديمية، الاهتمامات البحثية، الخبرات المهنية، والأهداف المستقبلية للمتقدم، وذلك من أجل تحديد مدى توافقية هذه العوامل مع أهداف وعروض برنامج الدراسات العليا، وفيما إذا كان المتقدم، من وجهة رأي اللجنة، قادراً على إدارة وتخطي كافة التحديات في سبيل إكمال البرنامج بنجاح. وبالإضافة إلى عملية تقييم الإنجازات الأكاديمية وعلامات اختبار الكفاءة اللغوية، تتيح المقابلة للجان القبول فرصة تقييم مدى شغف المتقدم ومعرفته بالبرنامج الأكاديمي، الدافع وراء انضمامه إليه، مدى تفانيه، قدرته على التفكير بشكل نقدي، مهاراته في حل المشاكل، ثقته وفضوله الفكري. فضلاً عن أن المقابلة بحد ذاتها تعمل بمثابة منصة لتقييم مهارات التواصل والتفاعل الشخصي للمتقدم. كما تسعى اللجنة من خلال المقابلة إلى قياس مدى قدرة المتقدم على التعبير عن أفكاره بوضوح، المشاركة في نقاشات هادفة، وإظهار إمكاناته للتعاون داخل الحاضنة الأكاديمية.
علاوةً على ما سبق، توفر المقابلة للمتقدم فرصة حاسمة لإظهار قدراته، أهدافه، ومدى ملاءمته للبرنامج الذي يرغب بالانضمام إليه. لذا، سيتمكن المتقدم من تعزيز فرصته في القبول عبر إظهار أفضل ما يستطيع، وإبهار المحاورين بحماسته وقدراته. وبطرحه للأسئلة التي تدور حول برنامج الدراسات العليا، أعضاء هيئة التدريس، الاتصالات المؤسسية المتاحة لاغتنام فرص العمل، خيارات المساعدات المالية المتوفرة، ونجاحات الخريجين السابقين، وطرق مشاركته في أروقة المجتمع التعليمي، فإن المتقدم لا يُعبّر عن اهتماماته فحسب، بل ستساعده هذه الإجابات على تحديد فيما إذا كانت جامعة زايد هي الوجهة الأمثل لتحقيق أهدافه الأكاديمية والمهنية.
نصائح إرشادية لإجراء مقابلة دراسات عليا ناجحة
الإعداد الجيد لتقديم إجابات على الأسئلة المتوقع توجيهها، والرد بإجابات موجزة ومدروسة على هذه الأسئلة، من شأنه مساعدة المتقدم على التنقل بين مراحل هذه المقابلة بثقة، مع زيادة فرصه بالقبول. ومن خلال هذه المدونة، سنقدم للمتقدمين مجموعة من النصائح الإرشادية حول كيفية إجراء مقابلة ناجحة، وذلك قبل وأثناء وبعد إجراء المقابلة، لمساعدة طلاب الدراسات العليا الطموحين على ترك انطباع مؤثر ودائم في نفوس لجان القبول.
قبل إجراء مقابلة القبول بالدراسات العليا
البحث والتأمل الذاتي -
من الأهمية بمكان إجراء بحث شامل حول البرنامج قبل إجراء المقابلة، وينبغي على المتقدم البدء بدراسة برنامج الدراسات العليا محط اهتمامه، بما في ذلك المنهاج الدراسي ونتائج التعلم المتوقعة، خبرة أعضاء هيئة التدريس، فرص البحث، بالإضافة إلى متطلبات القبول. وستتيح هذه المعرفة للمتقدم فرصة مواءمة اهتماماته وأهدافه مع عروض البرنامج، وإظهار مدى ملاءمته للبرنامج. وفي الوقت ذاته، ينبغي على المتقدم إجراء تأمل ذاتي لتحديد نقاط قوته، والمجالات التي تحتاج إلى تحسين. وعليه، فإن فهم طبيعة البرنامج وتقييم ملفك الشخصي سوف يمهد الطريق أمام مقابلة جيدة الإعداد.ا.
إعداد الإجابات -
ينبغي العمل على إعداد إجابات مدروسة ومُصممة بشكل جيد كي تتمكن من اجتياز المقابلة بنجاح. ويجب على المتقدم الاطلاع على أسئلة المقابلات الشائعة، مع وضع استراتيجية فعالة للإجابة عليها. فعوضاً عن تقديم إجابات عامة، من الأفضل للمتقدم الإجابة بأمثلة محددة توضح نطاق قدراته وخبراته، مع الاستعانة بمشاريع بحثية أو مقررات دراسية أو تدريبات سابقة، أو اية أنشطة تعليمية شارك بها خارج إطار المنهاج الدراسي، لاستعراض مهاراته وإنجازاته. كما أن تقديم الأمثلة المحددة من شأنه إضفاء المصداقية على إجابات المتقدم، مع إتاحة الفرصة أمام لجنة المقابلة لاكتساب رؤى أعمق حول قدرات المتقدم.
التدرّب على المقابلة -
التدريب هو المفتاح لصقل مهارات إجراء المقابلات. لذا، عليك إعداد مقابلة وهمية مع صديق، مرشد، أو مستشار مهني لمحاكاة تجربة المقابلة. واستفد من هذه الفرصة للتدرب على كيفية الإجابة على الأسئلة، الحفاظ على سلوك واثق، وإبراز مؤهلاتك. بعد ذلك، استفسر عن ردود أفعال من حضر التجربة لتحديد المجالات التي بالإمكان العمل على تحسينها. وبإمكانك صقل إجاباتك عبر دمج الملاحظات البناءة، وضمان الوضوح والإيجاز عند تقديمها. هذا، ويساعد التدرّب على المقابلة المتقدم على اكتساب الثقة، صقل مهارات التواصل، والاستعداد لسيناريوهات المقابلة المختلفة التي قد تتعرض لها خلال مقابلة الدراسات العليا الحقيقية.
خلال إجراء مقابلة القبول بالدراسات العليا
عكس انطباع أولي إيجابي -
غالباً ما يرسم الانطباع الأولي ملامح الانطباع الدائم. لذا، فإن الظهور بموقف إيجابي منذ البداية من شأنه خلق انطباع إيجابي قادر على التأثير بإيجابية على رؤية وتصور لجنة المقابلة. كما يجب أن يصل المتقدم في الموعد المحدد للمقابلة، وتقديم نفسه بطريقة احترافية ومقنعة، مع ارتداء الملابس المناسبة للمقابلة كونها تعكس مدى جدية الشخص واحترامه للجنة المقابلة، والعملية برمتها. بالإضافة إلى ما سبق، ينبغي على المتقدم الحفاظ على سلوك احترافي طوال المقابلة، بدءً من لحظة دخوله غرفة المقابلة، وإلقاء التحية على المحاورين بثقة مع التواصل البصري، والانخراط بالمقابلة بأسلوب دافئ ومهذب. ومن الأهمية بمكان إغلاق الهاتف المحمول قبل البدء بإجراء المقابلة.
استراتيجيات التواصل الفعّالة -
احرص على تقديم إجابات واضحة وموجزة لأسئلة المقابلة، مع التركيز على نقل الأفكار بطريقة منظمة، تجنب ذكر التفاصيل المعقدة، المفرطة، أو غير الضرورية، التعبير عن أفكارك بثقة، والتأكد من سهولة فهم الإجابات. بالإضافة إلى ذلك، عليك إظهار مهارات الاستماع النشط من خلال التفاعل باهتمام مع أسئلة المحاورين، والرد عليها بشكل مدروس، فالإستماع النشط يُظهر مدى قدرة الشخص على الفهم والاستجابة بشكل مناسب، ما يسلط الضوء بدرجة أكبر على مهارات التواصل لديك. وينبغي على المتقدم التحدث بثقة، إعداد الإجابات بشكل مسبق، والتحلي بالصدق، كونه سيحظى بهذه الفرصة لإخبار لجنة القبول عن مدى أهميته للكلية التي سيلتحق بها.
طرح الأسئلة المتميزة -
عادةً ما تُتاح الفرصة أمام المتقدم لطرح الأسئلة في نهاية المقابلة. لذا، ينبغي عليه اغتنام هذه الفرصة لإظهار مدى اهتمامه وتعلقه بالبرنامج. وللتحضير الجيد لهذه الخطوة، يجب على المتقدم وضع قائمة بالأسئلة المدروسة والمميزة حول المنهاج الدراسي، نتائج التعلم، فرص البحث، أعضاء هيئة التدريس، المرافق، أو أي جانب آخر مرتبط بالبرنامج. كما ينبغي أن تعكس هذه الأسئلة مدى معرفة المتقدم بالبرنامج، والتعبير عن فضول حقيقي إزاءه. لكن تجنب طرح الأسئلة التي بالإمكان الإجابة عليها بسهولة خلال المقابلة (وذلك بتصفح موقع البرنامج أو مراجعة المواد التي يقدمها البرنامج). واحرص على طرح أسئلة مدروسة جيداً، الأمر الذي من شأنه تعزيز الشعور بالحماس والمشاركة، ويترك انطباعاً إيجابياً في نفوس لجنة المقابلة.
بعد إجراء مقابلة القبول بالدراسات العليا
إرسال خطاب شكر لاحق -
بإمكان عملية إرسال خطاب "شكر" جيد الصياغة بعد انتهاء المقابلة تعزيز ترشيح المتقدم، وترك انطباع إيجابي لدى لجنة المقابلة. كما أن هذه الخطوة من شأنها إظهار مدى احتراف، وامتنان، واهتمام المتقدم بالتفاصيل. وينبغي أن يتوجه المتقدم من خلال خطاب "الشكر" إلى كل عضو من أعضاء اللجنة التي أجرت معه المقابلة على حدة، مُعرباً عن تقديره لوقته واهتمامه، وملخصاً بإيجاز بعض النقاط التي وردت في المقابلة ولاقت صدى لديه، مع تأكيد اهتمامه بالبرنامج. كما يجب أن تتم صياغة المذكرة بشكل رسمي وموجز، وإرسالها مباشرةً بعد انتهاء المقابلة، أي في غضون 24 إلى 48 ساعة.
التفكير بنتائج المقابلة -
بعد انتهاء المقابلة، ينبغي على المتقدم أخذ الوقت الكافي للتفكير بهذه التجربة كفرصة تعلم قيمة، وذلك من خلال مراجعة الأسئلة المطروحة و الإجابات المقدمة، مع تقييم مستوى أداء المقابلة، نقاط القوة، والمجالات التي تحتاج إلى تحسين، إلى جانب العمل على معالجة أي مجال شعر فيه بقلة الثقة، أو واجه فيه صعوبة. كما ينبغي عليه الاستفادة من هذه المراجعة والتفكير في صقل تقنيات أداء المقابلات، معالجة نقاط الضعف، وتعزيز استعداده العام لإجراء المقابلات.
الخلاصة
رُغم مشقة خوض مقابلات الدراسات العليا، إلا أن التحضير الجيد لها أمر بالغ الأهمية بالنسبة لطلاب الدراسات العليا الطموحين. ومن خلال فهم مراحل المقابلة، البحث في البرنامج، إعداد الردود المناسبة، التدريب، والتأمل في هذه التجربة، بإمكان المتقدم تعزيز فرص نجاحه.
باب القبول مفتوح حالياً للانضمام إلى برامج الدراسات العليا التي تقدمها جامعة زايد، ما يوفر فرصة ممتازة للطلاب لمتابعة تطلعاتهم الأكاديمية، وخدمة المؤسسات المرموقة العاملة في القطاعين العام والخاص على مستوى دولة الإمارات. للمزيد من المعلومات، يرجى التواصل مع عمادة الدراسات العليا على الرقم:
رقم الهاتف:
+971-2-599-3605
البريد الإلكتروني: