جامعة زايد تطلق برنامج ماجستير الآداب في الاتصال وتُعزّزه بخيار دراسة العلاقات العامة الاستراتيجية
20 مايو، 2025
تبرز مكانة الإمارات العربية المتحدة بقوة على الساحة الدولية باعتبارها دولةً رائدةً في ابتكارات التكنولوجيا المالية، نظراً لتمتعها ببيئة تنظيمية قوية، وامتلاكها جملة من الاستثمارات التطلعية، والتزامها الراسخ بدفع مسيرة التحول الرقمي. وفي ظل تطور قطاع التمويل تزامناً مع تطور التقنيات الأخرى، بما فيها البلوك تشين، الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، ينبغي أن يتحلّى خبراء التمويل في المستقبل المنظور بمزيج متميز من المهارات الرئيسية والخبرات التقنية.
وقد تطرقنا إلى مختلف هذه القضايا والمواضيع خلال الجلسة الحوارية التي جمعتنا بالدكتور إفستاثيوس بوليزوس، الأستاذ المشارك في علوم التمويل والعميد المشارك في كلية الدراسات متعددة التخصصات بجامعة زايد. وبفضل خبرته الواسعة في قطاع التمويل، الخدمات المصرفية، وعلوم الحاسوب، سيقدّم لنا د. بوليزوس مجموعة من الرؤى المتخصصة حول ثورة التكنولوجيا المالية، الفرص الصاعدة، والجهود الحثيثة التي تبذلها جامعة زايد لإعداد الجيل القادم من قادة قطاع التمويل.
سنستعرض في هذه المقالة، وهي الأولى ضمن سلسلة من مقالات المدونة، التوجهات الصاعدة التي ترسم ملامح قطاع التمويل في دولة الإمارات.
دولة الإمارات: البوتقة الحاضنة لمسيرة نمو وابتكار التكنولوجيا المالية
يزدهر قطاع التكنولوجيا المالية في دولة الإمارات لتمتعه بالدعم التنظيمي، البنية التحتية، الاستثمار الأجنبي، والاستراتيجية الاقتصادية التقدمية، وفقاً لما جاء على لسان د. بوليزوس. حيث ساهمت المبادرات الحكومية المطروحة، ومنها مركز الابتكار في مركز دبي المالي العالمي "إنوفيشن هب" والمختبر التنظيمي لسوق أبوظبي العالمي "RegLab" ومكتب التكنولوجيا المالية التابع للمصرف المركزي، في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمركز عالمي بارز ومستقطب للابتكار في مجال التكنولوجيا المالية.
إليكم فيما يلي أبرز التوجهات الرئيسية التي تعمل على رسم ملامح هذا المستقبل:
وشدّد د. بوليزوس على أن "دولة الإمارات تملك طموحاً غير محدود يحذوها لتحقيق الريادة على مستوى التكنولوجيا المالية الإسلامية، مبادرات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، والخدمات المصرفية الرقمية. كما ستواصل المنتجات الجديدة، القادرة تعزيز مفاهيم التجارة الأخلاقية والاستدامة، دفع الدولة لتحتل طليعة سباق الابتكار العالمي".
الارتقاء بعمليات التمويل التقليدية بواسطة الابتكار
رُغم أن النظرة العامة للقطاع المصرفي تصفه بكونه تقليدي وبطيء التطور، إلا أن د. بوليزوس يؤكد على أن موجة تحولٍ جذريّ باتت تجتاحه الآن بفضل مجموعة من التقنيات، ومنها:
فهذه التقنيات تقوم حالياً بإعادة صياغة آلية عمل المصارف التقليدية، ما يُسرّع وتيرة العملياتً، ويجعلها أكثر كفاءةً وأماناً.
إلا أن التقنيات الصاعدة، مثل الحوسبة الكمومية، تُشكّل جملة من التحديات الجديدة للأمن السيبراني والامتثال التنظيمي، الأمر الذي تطرق إليه د. بوليزوس بالقول: "يتوجب علينا اعتماد أدوات وبرامج جديدة للبقاء يقظين تجاه المخاطر التي تُسببها التقنيات الصاعدة".
التكنولوجيا المالية الإسلامية: آفاق وتحديات جديدة
يُعتبر الابتكار في مجال التمويل الإسلامي من أبرز المجالات الواعدة، فحلول التكنولوجيا المالية تعمل على تمكين منتجات التمويل المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، بحيث تُصبح أكثر سهولةً في الوصول، أكثر أخلاقية، وأكثر شفافية. وهو ما تشهد عليه فرص النمو المتسارعة حالياً، بدءاً من إصدار الصكوك القائمة على تقنية البلوك تشين، وصولاً إلى الزكاة الموجهة بالذكاء الاصطناعي وإدارة الأوقاف.
كما أشار د. بوليزوس إلى ضرورة توحيد معايير البلوك تشين، الأمر الذي من شأنه تحسين مستوى الشفافية، إلا أنه حذّر في الوقت ذاته من أن تكاليف الامتثال قد تقف عائقاً أمام الشركات الصاعدة. ومع ذلك، يستمر الطلب على منتجات التمويل الأخلاقية بوتيرة متسارعة على المستوى العالمي، ما يفتح آفاقاً واعدة أمام مسيرة النمو في المستقبل.
الإطار التنظيمي: المُحفّز للابتكار
لعبت المنهجية التنظيمية التي تبنتها دولة الإمارات دوراً جوهرياً في تعزيز مسيرة الابتكار المالي، وفي الوقت ذاته ضمان الخضوع للامتثال:
من جانبه أكّد د. بوليزوس على أنه "عوضاً عن إعاقة اللوائح التنظيمية لمسيرة الابتكار في دولة الإمارات، استطاعت استقطاب العديد من الشركات العالمية الرائدة، مثل بينانس"، حيث تساعد اللوائح التنظيمية الشفافة، بالإضافة إلى الإرشاد والدعم المالي، شركات التكنولوجيا المالية الصاعدة على النمو والازدهار.
البحث، الابتكار، وماجستير العلوم في التمويل من جامعة زايد
يتبنى ماجستير العلوم في التمويل، المقدم من جامعة زايد، منهجية موجهة بالأبحاث وترتكز على القطاع بهدف إعداد الطلاب الخوض في غمار قطاع التمويل المتطور باطّراد.
مهارات خبراء الحلول المالية والتمويل استعداداً للمستقبل
لا تزال المهارات المالية الجوهرية تلعب دوراً بالغ الأهمية، رُغم الطفرة الهائلة في مجال الذكاء الاصطناعي والأتمتة. فقد شدّد د. بوليزوس على ضرورة الجمع ما بين:
وتطرّق د. بوليزوس إلى هذه النقطة قائلاً: "بإمكان التكنولوجيا تحسين مستوى عملية صنع القرار، لكن الرقابة البشرية والمعرفة المالية لا غنى عنهما بأي حالٍ من الأحوال. لذا، ينبغي على الطلاب تعلّم الأساسيات قبل إتقان استخدام الأدوات".
دور التكنولوجيا المالية في تحقيق أهداف رؤية "نحن الإمارات 2031"
تماشياً مع رؤية "نحن الإمارات 2031"، تساهم التكنولوجيا المالية بدرجة كبيرة في دفع عجلة التنوّع الاقتصادي، وتطوير المدن الذكية. حيث من المتوقع مساهمة الابتكارات - وذلك في مجال الرهون العقارية الرقمية، الأصول العقارية الترميزية، والبنية التحتية المدعومة بالذكاء الاصطناعي - في خلق فرص اقتصادية جديدة. وقد أشار د. بوليزوس إلى أن "التكنولوجيا المالية لا تعمل على تعزيز قطاع التمويل فحسب، فهي بمثابة عجلة تمكين للكثير من القطاعات، بما فيها قطاع العقارات، تجارة التجزئة، والخدمات الحكومية، ما يتيح لها التطوّر بفضل التقنيات الذكية".
نصائح لرواد التكنولوجيا المالية الطموحين
يقدّم د. بوليزوس للطلاب والمهنيين الراغبين في تحقيق النجاح في مسار التكنولوجيا المالية حزمة من الإرشادات الجوهرية:
وتأتي خاتمة لقاء د. بوليزوس لتؤكد على "أن أثمن ما يملكه المرء هو الرغبة في التعلّم، ونسيان ما تعلمه، ومن ثمّ إعادة تعلمه مرة أخرى".
في ظل إعادة رسم التكنولوجيا المالية لملامح مستقبل التمويل، هل أنت مستعد للريادة وتولي قيادة هذا التحوّل؟ سيسلّحك ماجستير العلوم في التمويل من جامعة زايد بالمهارات المتقدمة واللازمة لتحقيق النجاح تحت مظلة عالم مالي موجهة بالبيانات. فالبرنامج يجمع ما بين التدريب التقني الدقيق والتطبيقات العملية، ما يُهيئ الطلاب لتخطي حدود التكيّف نحو تَقلّد دَفّة عجلة الابتكار ضمن مشهد التكنولوجيا المالية سريعة التطور. يُرجى التواصل مع كلية إدارة الأعمال على
رقم الهاتف:
(+971)2-599-3605
:البريد الإلكتروني