Zayed University Graduate Blog

ماجستير العلوم في التحوّل الرقمي والابتكار: المنهاج الدراسي المعاصر وأثره الكبير على المسار المهني

Written by Zayed University | Sep 21, 2025 7:27:43 PM

21 يوليو، 2025

 

تتطور التكنولوجيا، تحت سقف عالم تسوده حالة من الشك وعدم اليقين، بوتيرة أسرع من قدرة معظم الصناعات على التكيف معها، وعليه طفت على السطح غريزة البقاء لتشدد على كونها ضرورةً لا خياراً، وهي السبب الرئيسي الذي يقف وراء تحديث برنامج ماجستير العلوم في التحول الرقمي والابتكار، بهدف تعزيز مواكبته للتقنيات الصاعدة، وتلبيته لمتطلبات القوى العاملة، والأولويات الوطنية.

وللوقوف على أسباب هذه المراجعة، وانعكاسها المباشر على قادة المستقبل في دولة الإمارات العربية المتحدة، قمنا بتبادل أطراف الحديث مع د. أشرف خليل، أستاذ علوم الحاسوب ومنسق برامج الدراسات العليا في كلية الابتكار التقني في جامعة زايد، ليُقدّم لنا رؤيةً عميقةً عن القفزة النوعية والتحوّل الذي شهده هذا البرنامج. يحمل د. خليل في جعبته خبرةً تناهز العقدين من الزمن، جناها من عمله داخل الأوساط الأكاديمية والصناعية، ليتخصص في العديد من المجالات الحيوية بدءاً من التفاعل ما بين الإنسان والحاسوب، وصولاً إلى المعلوماتية الصحية والتعلّم الآلي.


 

 

السبب وراء تحديث المنهاج الدراسي

"تتطور التكنولوجيا بوتيرة يوميًا، وإن لم يواكب منهاجنا هذا التطور، فإننا سنتخلف عن الركب. كما أن رسالتنا تتخطى في مداها مجرد تأهيل الخريجين تقنياً فحسب، بل تمكينهم من أن يصبحوا مفكرين ومحللين قادرين على توجيه دفّة مسيرة الابتكار في دولة الإمارات العربية المتحدة"، حسب ما جاء على لسان د. خليل مستهلاً حديثه معنا. لذا، عمد القائمون على البرنامج إلى طرح مقررات جديدة، :وتحديث المقررات المعمول بها حالياً بدرجة كبيرة، وذلك في سبيل تلبية المتطلبات المحلية، والمعايير العالمية، بحيث أضحى المنهاج المُحدّث يشمل المواضيع التالية

 

جديد المنهاج

يُمثل مقرر نمذجة وأتمتة طرق الأعمال بحد ذاته استجابةً مباشرةً للطلب المتنامي على الخبراء والمختصين، القادرين على تخطيط، تحسين، ورقمنة آلية سير العمل التنظيمي، بالإضافة إلى جملة من التحديثات الأخرى المدرجة ضمن مواضيع المقررات الحالية، بما فيها دراسات حالة المتكاملة، المختبرات العملية، والمحتوى المُحدّث، وذلك بهدف ضمان توافقيتها وقابليتها للتطبيق. إلا أن الأمر لا يقتصر فقط على إضافة المزيد من مواضيع التكنولوجيا، فقد "حرصنا على عدم اقتصار تعليمنا لطلاب البرنامج على حدود كيفية عمل الأداة، بل على كيفية تطبيقها ضمن بيئات الأعمال أو الهيئات الحكومية، وذلك من أجل قيادة عمليات تحوّل حقيقية"، يقول د. خليل. هذا، وقد تمّ وضع كل مقرر بحيث يتجاوز سياق الجانب التقني فحسب، ليطرح مجموعة من التساؤلات في نفوس الطلاب، كيف من شأن هذا الابتكار تحسين القدرة التنافسية؟ الحدّ من المخاطر؟ أو جني القيمة الاستراتيجية؟


القيادة الاستراتيجية: محور التركيز الرئيسي

لا تقتصر مسارات المقررات، بما فيها استراتيجية وإدارة التحوّل الرقمي، هندسة تقنية المعلومات، ونماذج الأعمال الرقمية، على نطاق الأطر أو الأنظمة فحسب، فهي تتطرق إلى موضوع تطوير القادة. حيث أكّد د. خليل على أن "الهدف لا يكمن فقط بتخريج مختصين في مجال التكنولوجيا فحسب، بل يصبو إلى تخريج خبراء في عمليات التحوّل الرقمي، قادرين على تحقيق التوافق المطلوب ما بين التكنولوجيا من جهة، واستراتيجية الأعمال وقيادة فرق الابتكار من جهة ثانية". ومن أبرز المواضيع التي يتعلمها طلاب البرنامج:

  • التعامل مع المخاطر والتغيرات في البيئات الرقمية.
  • قيادة فرق متعددة الوظائف خلال تنفيذ مشاريع التحول الرقمي.
  • تحقيق التوافق الاستراتيجي ما بين التقنيات الصاعدة ونتائج الأعمال.

وبفضل المشاريع العملية، دراسات الحالة، والمختبرات الغامرة، يُنمّي البرنامج الفكر الجامع ما بين الفطنة التجارية والكفاءة التقنية.

 

الأبحاث التطبيقية وأثرها على أرض الواقع

يتضمن المنهاج المُحدّث أطروحة بحثية تتألف من ست ساعات معتمدة، تُركز بشكل رئيسي على حل المشاكل الواقعية. ويعمل طلاب البرنامج من خلالها على معالجة التحديات الواقعية التي تواجه المؤسسات في دولة الإمارات، حيث تطرقت مشاريع طلاب البرنامج المطروحة مؤخراً إلى مواضيع مثل:

  • استخدام الجهات الحكومية للذكاء الاصطناعي في عمليات التحليل التنبؤية.
  • تطبيقات البلوك تشين على مستوى القطاعين المصرفي والمالي.
  • أتمتة العمليات وتحسينها في القطاع العام.

    وبفضل المشاريع العملية، دراسات الحالة، والمختبرات الغامرة، يُنمّي البرنامج الفكر الجامع ما بين الفطنة التجارية والكفاءة التقنية.

    مختبرات التطبيقات العملية: "الوصفة السحرية"

    لعل من أبرز مميزات البرنامج الذي تحتضنه جامعة زايد إدراجه لحصص عملية في المختبرات المتطورة في معظم المقررات الدراسية، يعمل خلالها الطلاب على منصات رقمية رائدة مثل ساب "SAP"، آي بي إم واتسون "IBM Watson"، باور بي آي "Power BI"، وأوراكل "Oracle"، من أجل تطبيق المفاهيم النظرية على سيناريوهات واقعية وعملية. وهي النقطة التي جاء على ذكرها د. خليل بمزيد من الإيضاح حين أشار إلى أن "لا تعدّ المختبرات مجرد ميزة إضافية، بل هي حاجة ضرورية. فنحن نشجع طلاب البرنامج على ضرورة فهم جوهر التكنولوجيا، ومعرفة مدى توافقها والرؤية الشاملة. كما أن نموذج التعلّم القائم على المشاريع يضمن للطلاب فهم آلية عمل التكنولوجيا، وإدراك مدى أهميتها، وكيفية تطبيقها بفعالية ضمن بيئات الأعمال أو الحكومات المعقدة".


    إلى أين يقودنا مسار هذا البرنامج؟

    يؤهل المنهاج المُحدّث طلاب البرنامج شغل مجموعة واسعة من المناصب القيادية عالية التأثير، بما فيها:

    • رئيس قسم عمليات التحول الرقمي
    • مستشار في مجال الابتكار
    • المهندس المؤسسي
    • محلل ذكاء الأعمال
    • مدير استراتيجية تقنية المعلومات

    فعوضاً عن تدريبهم لشغل مناصب ذات طابع تقني محدود، يتم تأهيل الخريجون لقيادة مبادرات التحول الرقمي في مختلف القطاعات، بدءاً من قطاع التمويل والرعاية الصحية، وصولاً إلى السياسات العامة والحوكمة الذكية، كي "يصبحوا جاهزين للعمل ومؤهلين لجني القيمة، وليستلموا دفة القيادة من اليوم الأول لعملهم" وفقاً لتصريح د. خليل.


    أبرز مميزات برنامج ماجستير العلوم في التحول الرقمي والابتكار من جامعة زايد

    تم تقييم برنامج الماجستير الذي تقدمه جامعة زايد بمقارنته بأفضل البرامج المطروحة على الساحة الدولية. ومن أبرز المزايا التنافسية لهذا البرنامج:

    • التقييمات القائمة على المشاريع مقارنةً بالامتحانات التقليدية.
    • قيام دراسات الحالة بترسيخ المفاهيم النظرية ضمن تطبيقات واقعية.
    • أعضاء هيئة التدريس مخضرمين ويمتلكون خبرة أكاديمية وصناعية.
    • المراجعات الدورية للبرنامج بهدف مواكبة الأولويات المتنامية لدولة الإمارات.

    وبفضل هذا المزيج الرائد الذي يستند على بناء المهارات العملية، التركيز الاستراتيجي، وتحقيق التوافق مع الأهداف الوطنية، يحتل برنامج ماجستير العلوم في التحول الرقمي والابتكار من جامعة زايد مكانةً عاليةً وفريدةً، تؤهله العمل على خدمة مصالح الدولة في المستقبل.


    بناء وتأهيل القادة الرقميين لخدمة الوطن

    لا تنحصر الفكرة الكامنة وراء تحديث منهاج جامعة زايد على الجانب الأكاديمي فحسب، بل تتخطاها لترسم رؤية مستنيرة وثاقبة، حيث تدرك الجامعة أن قادة الغد ينبغي عليهم التمتع بذات القدر من الكفاءة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، على غرار الكفاءة التي يتمتعون بها في مجال الاستراتيجية والقيادة. وبفضل هذا البرنامج المُصمم حديثاً، تعمل جامعة زايد على إعداد وتأهيل طلاب الدراسات العليا لقيادة مسيرة التحول الرقمي في دولة الإمارات، وهو ما جاء في ختام حديث د. خليل، الذي أكد على أن "حدود هذا البرنامج تتجاوز بكثير شهادة الماجستير، فهو يشكل التزاماً كبيراً ببناء مستقبل رقمي واعد لأمتنا، عبر تخريج دفعات من الخبراء والمختصين، الواحدة تلو الأخرى".


    الأسئلة الأكثر شيوعاً

    • ما هي مقررات منهاج التحول الرقمي الحديث؟

    يجمع منهاج التحول الرقمي الشامل ما بين المعرفة التقنية - مثل الحوسبة السحابية، علوم البيانات، التعلّم الآلي، والذكاء الاصطناعي - والمقررات التي تُركز على الأعمال المرتبطة بإدارة التغيير، الاستراتيجيات الرقمية، ونماذج الأعمال. كما ينصب اهتمام هذا البرنامج الناجح على الثقافة الرقمية، الابتكار في الأعمال، والنتائج القابلة للقياس المتوافقة مع مؤشرات الأداء الرئيسية "KPIs".

    • ما الدور الذي تلعبه عمليات التحول الرقمي في مسيرة نجاح الأعمال اليوم؟

    تتيح عمليات التحول الرقمي للشركات إمكانية استثمار التقنيات الحديثة في سبيل تحسين الكفاءة التشغيلية، تلبية التوقعات المتنامية للعملاء، والحفاظ على القدرة التنافسية في خضم ديناميكيات السوق سريعة التغير. فضلاً عن كونها المحرك الرئيسي لنمو الإيرادات، إحداث التحولات في سلوك المستهلك، وجني نتائج الأعمال طويلة الأمد، لا سيما في ظل استبدال الأنظمة القديمة بالحلول الرقمية الحديثة.

    • ما سبب نجاح استراتيجية التحوّل الرقمي؟

    يتطلب نجاح استراتيجية التحوّل الرقمي تحقيق التوافق الواضح والشفاف مع استراتيجية العمل، التركيز على تجربة العملاء، والحصول على دعم من قادة التحوّل الرقمي. وينبغي على هذه الاستراتيجية معالجة شتى أنواع التحديات الحرجة، بما فيها دمج البنى التحتية السحابية، تمكين عمليات تحليل البيانات، إلى جانب توجيه وتحويل ثقافة الشركة نحو الابتكار. لذا، يعدّ الاستثمار الاستراتيجي في تبني التكنولوجيا والقنوات الرقمية أمراً حيوياً وبالغ الأهمية.

    • كيف تقوم مقررات التحوّل الرقمي على إعداد قادة المستقبل في قطاع الأعمال؟

    يتخطى حدود مناهج التعليم عالية الجودة للتحوّل الرقمي مجرد كونها أدوات، فهي تعمل على تطوير وتخريج خبراء ومهنيين قادرين على إدارة دفة مسيرة التحوّل، بناء نماذج الأعمال الجديدة، وتطبيق الابتكارات الرقمية ضمن سياقات واقعية. كما يتعلم طلاب البرنامج كيفية قيادة مبادرات التحوّل الرقمي، إدارة الاستثمارات التقنية، والتكيف مع التوجهات الصاعدة في مختلف القطاعات.

    • ما هي أكبر التحديات التي تواجه الجهود لتحقيق التحوّل الرقمي؟

    لعل من أبرز التحديات وأكثر أهمية مقاومة التغيير، الأنظمة القديمة، ضعف المعرفة بالبيانات، عدم وضوح مؤشرات الأداء الرئيسية، ونقص التكامل بين العمليات الداخلية. لذا، ينبغي على المؤسسات إدارة تعقيدات الخدمات السحابية، الأجهزة المحمولة، أنظمة الدفع، وأدوات إدارة السحابة المُجزأة.

    • كيف تستثمر الشركات التقنيات الرقمية للارتقاء بمستوى تقديم الخدمات؟

    تعتمد المؤسسات بوتيرة متنامية على التقنيات الرقمية، بما فيها الذكاء الاصطناعي، الواقع الافتراضي، والخدمات المصرفية عبر الهواتف المحمولة، وذلك من أجل تبسيط وتسهيل طلبات الخدمة، تخصيص تجارب العملاء، وتعزيز كفاءة موظفي الخدمة. لكن أثر هذه الابتكارات لا ينحصر على العامل التشغيلي فحسب، فهي تُعيد رسم ملامح الواقع الراهن، وصياغة نماذج تحوّل الأعمال في المستقبل.

    • ما الدور الذي تلعبه المنشورات، مثل مجلة "سلون مانجمنت ريفيو" الصادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "MIT" ومجلة "هارفارد بيزنس ريفيو"، في صياغة رؤى التحوّل الرقمي؟

    تقدم المنشورات الرائدة، مثل مجلة "سلون مانجمنت ريفيو" الصادرة عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا "MIT" ومجلة "هارفارد بيزنس ريفيو"، رؤىً قيّمة حول نجاحات عمليات التحوّل الرقمي، فهي تسلط الضوء على المكونات الرئيسية لعملية التحوّل، تطرح أمثلةً حول كيفية استثمار التكنولوجيا، وتسرد الاستراتيجيات المتبعة من قبل كبار قادة تقنية المعلومات والمدراء التنفيذيين في مجال الأعمال، الذين يخوضون غمار العصر الرقمي في الوقت الراهن


سارع لاكتساب الخبرة المتطورة في مجال الذكاء الاصطناعي، تحليل البيانات، تقنية البلوك تشين، والقيادة المرنة. واستلم دفة القيادة في مسيرة تغيير العصر الرقمي، واحجز مقعدك في طليعة سباق الابتكار. ارسم نجاحات مستقبلك بالانضمام إلى صفوف برنامج ماجستير العلوم في التحول الرقمي والابتكار اليوم، وذلك بالتواصل مع كلية الابتكار التقني

 

رقم الهاتف:

(+971)2-599-3605

:البريد الإلكتروني

dgs.recruitment@zu.ac.ae